38serv

+ -

تطورت الأوضاع في قطاع التربية بشكل سريع لتدخل مرحلة “التعفن”، بالنظر إلى الحرب الكلامية بين وزيرة التربية من جهة، والأساتذة المتعاقدين والنقابات المساندة لهم من جهة أخرى، فقد فتحت تصريحات بن غبريت حول توظيف المتعاقدين بـ”المعريفة” النار على القطاع، وأججت الوضع تزامنا مع شن أربع نقابات، اليوم، إضرابا عبر المؤسسات التربوية، وبالموازاة قررت نقابة ممارسي الصحة العمومية تمسكها بالإضراب الوطني المقرر ابتداء من 18 أفريل الجاري.تصريحات الوزيرة تؤجج الوضعنقابات تهدد بشل المؤسسات التربوية اليوم حسب ما صرح به المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “أسنتيو”، فإنهم كانوا ينتظرون تصريحات تدعو للتهدئة، إلا أن ما صرحت به الوزيرة بن غبريت “سيُعفن” الوضع، والسبب، حسبه، أن ما قالته لا يقتصر على المتعاقدين فحسب، بل سيفتح باب الاتهامات واسعا لمسؤولي القطاع ويجعلهم يشكون في كل شيء، “فمدير التربية الذي يقوم بهذا كيف نستأمنه على ميزانية تسيير المطاعم والتجهيزات و..”، والإعلان أن توظيف الأساتذة المتعاقدين تم بـ”المعريفة” سيضع مديري التربية في قفص الاتهام، وهم نفس المديرين الذين، وإن غيّرت بعضهم، فهناك منهم من زكتهم في مناصبهم، بالإضافة إلى أن المتعاقدين، 70 بالمئة منهم، هم ناجحون في مسابقة التوظيف بالقوائم الاحتياطية، فكل هذا، حسبه، يجعل تصريحاتها متناقضة وعشوائية ولا تخدم قطاعها، وتسيء لها كممثلة للحكومة، يضيف يحياوي، ويجعل مصير الامتحانات الرسمية مجهولا، مؤكدا على استمرار دعمهم لهذه الفئة مهما كانت النتائج، وإضراب اليوم، حسبه، ماهو إلا بداية.من جهته أكد المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية “كناباست”، مسعود بوديبة، أن احتجاجهم اليوم لا يزال قائما، وهم قبل اللجوء إلى هذه الخطوة استشاروا القاعدة التي وجدوها متحمسة لهذه الوقفة التضامنية مع زملائهم. وحول تصريحات الوزيرة، قال إنها ستؤجج الوضع، وكان بوديبة قد طالب خلال حضوره ندوة “الخبر” بتحويل مسؤولي قطاع التربية، الذين يتحدثون عن “المعريفة” في توظيف المتعاقدين التي انتشرت منذ بداية احتجاجهم، على التحقيق لمعرفة حقيقة ذلك، قبل أن تتحدث عنها وزيرة القطاع نورية بن غبريت.وهو نفس الاستعداد الذي تحدث عنه مجلس ثانويات الجزائر “الكلا” الذي ذكر منسقه الوطني، عاشور إيدير، أن تصريحات الوزيرة استفزازية، وستعمق الخلاف أكثر الذي لا يخدم القطاع، مشيرا إلى أنهم سيدخلون في إضراب وطني، اليوم، تعبيرا عن مواصلتهم التضامن مع فئة المتعاقدين، في الوقت الذي أكدت فيدرالية عمال التربية التابعة للسناباب على دخولها أيضا في الاحتجاج.أما المنسق الوطني للأساتذة المتعاقدين، بشير سعيدي، فقد ذكر أن تصريحات الوزارة ضدهم رفعت عدد المتضامنين، إذ احتج أمس زملاؤهم عبر الولايات أمام مديريات التربية، والمعتصمون ببودواو زادتهم إصرارا على مواصلة البقاء، مغيّرين شعارهم إلى “بن غبريت الإدماج بدون تفريط”، متأسفا على استمرار احتجاجهم الذي سيضر بمصلحة التلاميذ على الرغم من أنهم مجبرون على ذلك من أجل الحصول على مناصب عمل توفر لهم الحماية والاحترام.من جهتها دعت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ جميع الأولياء إلى المشاركة في الوقفات الاحتجاجية المنظمة اليوم عبر مديريات التربية تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين، من أجل الإسراع في تسوية وضعيتهم من أجل العودة إلى المدارس وتفادي المزيد من التأخر في الدروس، وأوضحت المنظمة في بيان لها تلقت “الخبر” نسخة منه، أنهم ضد الإضراب، إلا أن ما وقفت عليه المنظمة ببودواو، وتردي الوضع الإنساني دفعهم إلى إعلان التضامن معهم من أجل إيجاد حل سريع، في الوقت الذي ندد البيان بتصريحات الوزارة التي قال إنها لا تخدم الوضع الذي يتطور من السيّئ إلى الأسوأ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات