قبضة حديدية بين والي بجاية و "مير" وادي غير

38serv

+ -

يشهد الخلاف القائم بين بلديتي بجاية ووادي غير، حول مصير المفرغة العمومية المنجزة بغابة سيدي بودرهم في حدود البلديتين، تصعيدا خطيرا من خلال الدعوة التي وجهها رئيس بلدية وادي غير السيد ياسين رمضاني، إلى مواطنيه بتنظيم حركة احتجاجية، غدا الخميس صباحا، وغلق الطريق المؤدي إلى المفرغة على مستوى قرية إيباشيران. رئيس بلدية وادي غير برّر ذلك، عبر بيان يحمل توقيعه وخاتم البلدية، بغياب أي إرادة لدى أطراف الصراع، الممثلة في رئيس بلدية بجاية ووالي الولاية، اللذان، حسبه، وبدلا من الاستجابة لمطلب سكان وادي غير بغلق المفرغة، فضلا سياسة الهروب إلى الأمام باللجوء إلى العدالة ورفع دعاوي قضائية بتهمة تحريض المواطنين لغلق الطريق العمومي.وجاء في البيان نفسه أن قرار الدعوة الرسمية لغلق الطريق تتطابق مع نص المادة 89 من قانون البلدية، التي مكنته من اتخاذ موقف تكريس القوانين والتنظيمات المعمول بها، واجتهاده من أجل حماية مصالح سكان البلدية واستقرارها وضمان راحتها. واعتبر رئيس البلدية في البيان، الوضع خطيرا جدا نتيجة تذمر السكان الذين يقيمون بجوار المفرغة وشكاويهم المتكررة من انبعاث الروائح الكريهة، خاصة بعد تهاطل الأمطار واختلاط العصارة الكيماوية للمفرغة بمياه ال’بار التي يتمون منها المواطنون لتناول مياه الشرب والسقي، ونفى ما أسماه بـ “ادعاءات” بلدية بجاية بأن الأمر يتعلق بمركز تقني لرم النفايات؛ بل هو محيط ملائم لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة الخطيرة، باعتبارها الملجأ المفضل للحيوانات الضالة والحاملة للأمراض. ومن جهتها، لم تؤكد ولم تنف بلدية بجاية مسألة رفع الدعوى القضائية ضد رئيس بلدية وادي غير، لكنها نفت “الادعاءات التي تقدم بها رئيس البلدية”. وقال منتخبون بمجلس بلدية بجاية، إن ما يقوم به “مير” وادي غير مجرد حملة انتخابية قبل الأوان، مؤكدين أن البلدية أعدّت من ميزانيتها الحالية غلافا ماليا قدره 10 ملايير سنتيم لتدعيم المركز التقني من أجل منع تحوّله إلى مصدر للأمراض.وفي بيان آخر، نفت مديرية البيئة، على لسان مديرها، وجود تلك الأخطار التي يتحدث عنها رئيس بلدية وادي غير، وأن مصالحه أرسلت عدة لجان في مختلف الأوقات للوقوف على حقيقة “الادعاءات” والمبررات التي يتحجج بها بعض المواطنين لغلق المفرغة: “ وإنه لا روائح تنبعث ولا اختلاط لمياه الآبار بعصارة القمامة”، واعتبر تصريحات رئيس البلدية بالأكاذيب.وفي انتظار الحل المعجزة، تبقى شوارع بجاية وأحياؤها مهددة بالتحوّل إلى مفرغات فوضوية، وهو ما جعل مصالح النظافة لبلدية بجاية مضطرة إلى تفريغ جزء من النفايات في ساحات إحدى حظائرها بصفة مؤقتة، ما أثار استنفارا قويا في صفوف الحركة الجمعوية، الأمر الذي قد يدفع بوالي بجاية إلى استصدار تسخيرة الاستعانة بالقوة العمومية لفتح طريق المفرغة، أو إعادة فتح مفرغة بوليماط بعد أشهر من غلقها بقرار منه.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات