كشف تقرير لجنة الشباب والرياضة بالمجلس الشعبي الوِلائي في قسنطينة عن تراجع الرياضة المدرسية في مختلف الأطوار الدراسية (ابتدائي، متوسط وثانوي)، والاكتفاء بتنظيم منافسات ومقابلات في مختلف الرياضات ولكنها تبقى أشبه بالإجراءات الإدارية منها إلى النشاطات الرياضية. حسب التقرير ذاته الذي اطلعت “الخبر” على نسخة منه، فإن الرياضة المدرسية التي تعد نشاطا تربويا منعدمة تماما في الطور الابتدائي، في حين أن عدد التلاميذ الممارسين للرياضة المدرسية في المتوسطات والثانويات قليل جدا، بل ويعد على أصابع اليد مقارنة مع المجموع الكلي للمتمدرسين، ويأتي هذا رغم أن مادة التربية البدنية مادة تعليمية أساسية وإجبارية لها برنامج خاص بها، فيما تعرف النوادي الرياضية في الولاية محدودية الانخراط في الرابطة المدرسية خاصة في الطور الابتدائي، وهو ما يؤكد عدم تعميم الرياضة في الوسط المدرسي.وبالنسبة للمساحات الرياضية في المؤسسات التربوية التي تم الإعلان عن إنجازها، فقد انطلق تجسيدها خلال الموسم الدراسي 2008-2009 لكنها تأخرت، وذلك على مستوى أربع مؤسسات: متوسطتان هما: علاوة بن بعطوش وخوالدية صالح وثانويتان: طارق بن زياد وزيغود يوسف بقسنطينة، وذلك بهدف التوسع خِلال السنوات الأخيرة ليُصبح المجموع 9 مؤسسات بالخروب والمدينة الجديدة علي منجلي وحامة بوزيان، وهي أقسام تتعلق بتخصصات كرة القدم، كرة السلة، إلى جانب كرة الطائرة وكرة اليد وألعاب القوى، بغرض تحفيز التلاميذ على ممارسة الرياضة بشكل دوري، كلها شهدت تأخرا كبيرا في إنجاز بعض القاعات الرياضية على مستواها.وقد عرضت لجنة الشباب والرياضة استبيانا شمل استجواب 153 تلميذ بقسنطينة، ويحتوي على أسئلة وُجهت لهم حول نشاط النوادي بمؤسساتهم التعليمية، حيث ذكروا في أجوبتهم أن الإدارة تقوم بتهميش النوادي مع عدم تحفيز الأساتذة لهم. وقد خلص الاستبيان إلى أن دور الجمعيات الرياضية ينحصر في أضيق الحدود ويكون أحيانا مجرد تصرف شكلي غايته تقديم التبرير الإداري، إضافة إلى أن كثافة المواقيت الرسمية أثرت على انخراط التلاميذ، وهذا كله يقابله نقص في المرافق والهياكل الرياضية في أغلب المؤسسات التربوية بما فيها تلك المنجزة في السنوات الأخيرة والتي لا تستجيب للمعايير والمقاييس المعمول بها. وكشف التقرير أن عملية انتقاء الفرق داخل المدارس يغلب عليها الطابع الإداري، وهو الأمر نفسه بالنسبة لبرمجة المنافسات التي تكون دون مراعاة التوقيت الرسمي للتلاميذ، وتنقل هذه الأخيرة إلى بلديات خارج المقاطعة، حيث تعاني هذه المقابلات من عدم توفر الوسائل على غرار الكرات مثلا، إضافة إلى مشكل توفير النقل والإسعاف أثناء إجرائها.ويأتي هذا رغم قرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت الانطلاق في برامج الجيل الثاني بداية من السنة الدراسية المقبلة 2016-2017، في حين تعاني الكثير من المؤسسات التربوية من نقائص جمة سواء على مستوى المرافق أو ضيق مساحة الأقسام الدراسية وحتى المساحات المخصصة للترفية وممارسة الرياضة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات