+ -

 إن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لأمة يعود بأفدح الخسارة على عقائدها وشرائعها ويفقدها احترام العدو والصديق، أما كلمة الجهاد فتصبح والحالة هذه لغوًا. فأي جهاد يرتقب من أعزل فارغ اليد؟ فكيف إذا ضم إلى ذلك فراغ القلب والعقل؟ إن الأمة التي تنحدر إلى هذا الدرك تتعرض يقينًا للاغتصاب والمهانة..والعجب لناس يدعون التدين ولا يحسون هذه الحقائق، وبدل أن يطلبوا النجاة لدينهم وأمتهم من هذا الضياع يتحسرون على طول الثياب وقصر اللحى!بأي منطق ديني محترم يكلف طلاب بترك معاهدهم وهجر كلياتهم؟ أو يكلفون بالانسحاب من المجتمع والاعتزال في صوامع موحشة أو أقطار نائية؟ أو تكلف النساء بالزهد في العلم والثقافة والوعي الشامل لشؤون أمتهن ويختبئن وراء نقاب به ثقبان مكسوان بالزجاج أو الباغة. وتوضع أيديهن في قفازات سميكة. لمَ هذا كله؟ ولمَ النواح العالي على أمور هامشية والصمت المطبق على أمور لا يقوم الدين إلا بها.قالوا: إن الجندي في الجبهة لا يصمد إلا إذا وراءه عشرة موزعون على أعمال شتى. إن هذه الأعمال جهاد هي الأخرى وهي بعض ما يحرس الإيمان والصلاة، وإلا طاح الحق وانتصر البغي. فكيف يزهد في هذه الأعمال، ولا تعد فريضة مع الفرائض؟إذا رأيت شخصًا يفقد ولده فيسكت ويفقد نعله فيبكي فلا تشكن في أنه مجنون، وبعض المتدينين يجترح هذه الغرائب، فترى صوته يعلو بالحفاظ على الإسلام حيث لا خطر. ثم تراه يصمت كأن الأمر لا يُعنيه، حيث الإسلام موشك على الغرق.. والآفة هي القصور العقلي أو القصد المغشوش.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات