+ -

 قال الله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبكَ الْحَق كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنمَا يَتَذَكرُ أُولُو الْأَلْبَابِ *  الذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ *  وَالذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبهِمْ وَأَقَامُوا الصلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِما رَزَقْنَاهُمْ سِرا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السيئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدارِ} الرعد:19-22.فعلى العهد الإلهي والميثاق الرباني تترتب كل العهود وكل المواثيق مع البشر، سواء مع الرسول أو مع الناس، ذوي قرابة أو أجانب أفرادًا أم جماعات، فالذي يرعى العهد الأول يرعى سائر العهود لأن رعايتها فريضة والذي ينهض بتكاليف الميثاق الأول يؤدي كل ما هو مطلوب منه للناس، لأن هذا داخل في تكاليف الميثاق. فهؤلاء يصبرون على النعماء والبأساء وقل من يصبر على النعمة فلا يبطر ولا يكفر ويصبرون على حماقات الناس وجهالاتهم وهي تضيق الصدور، كل ذلك ابتغاء رضوان الله، هؤلاء يقابلون السيئة بالحسنة في التعاملات اليومية، لا في دين الله. فمقابلة السيئة بالحسنة تكسر شرة النفوس وتوجهها إلى الخير وتطفئ جذوة الشر، ترد نزغ الشيطان، ومن ثم تدرأ السيئة وتدفعها في النهاية... فأما حين تحتاج السيئة إلى القمع ويحتاج الشر إلى الدفع إعلاء لكلمة الله ودفاعًا عن الحق وأهله وحماية للمستضعفين فلا مكان لمقابلتها بالحسنة، لأن الحسنة في مثل هذه الحال نوع من الولاء للظالمين والركون إليهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات