38serv
خلف الملتقى الذي نظمته زاوية محمد بن مرزوق، أول أمس، تصدعا وشرخا كبيرا في بيت الزوايا بالجلفة وخارجها، خاصة أن القائمين عليها حاولوا استقطاب أكبر عدد من شيوخ الزوايا لإعطاء الحدث زخما كبيرا، وذلك عن طريق دعوات أرسلت إليهم من طرف مديرية الشؤون الدينية لحضور الملتقى الذي أشرف عليه وزير الشؤون الدينية، والمتعلق بمحاربة التطرف في وسائل الإعلام الجديدة.وجاء الملتقى كرد فعل على الهجوم الكبير الذي تعرضت له الزاوية من قبل مواطنين ومن مختلف الفئات والشرائح، بعد تكريم الوزير الأسبق، شكيب خليل، حيث أبدي الآلاف من المواطنين غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن طريق منشورات أو تعاليق على مواضيع إعلامية تناولتها الصحف الورقية أو القنوات وحتى الجرائد الإلكترونية.وأكدت معلومات تحصلت عليها “الخبر” أن عددا من الأئمة وشيوخ الزوايا بالجلفة امتنعوا عن الحضور، كموقف منهم وحماية لهم ولمكانتهم الدينية وما يمثلونه من سمعة لدى الرأي العام، لتقتصر المشاركة على مشايخ أربع زوايا من الجلفة وورڤلة والشلف، وجاءت المقاطعة رغم أن الإشراف كان لوزير الشؤون الدينية وبحضور السلطات الولائية ممثلة في والي الجلفة ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وهذا ما اعتبره الكثيرون “سابقة” قد تجر بيت الزوايا إلى منعرج غير متوقع، ومن جهة أخرى، اقتصر حضور نواب البرلمان على نائبين اثنين من كتلة الأفالان، في الوقت الذي تمت دعوة نواب آخرين، ليتحول اللقاء إلى ما يشبه “الحلقة” لم يتجاوز الحضور فيها الخمسين مشاركا بمن فيهم الإعلاميون.من جهة أخرى، تبرأ الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية من الحدث والتكريم الذي نظمته زاوية محمد بن مرزوق ببلدية بنهار بولاية الجلفة، الجمعة الماضي، والذي خصت به وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، واعتبرته “لا حدث”، وأكد الأستاذ عبد الله بلقاسم مسعودي، المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني للزوايا، في رده على سؤال لـ”الخبر” حول القضية وما تبعها من غضب شعبي واستنكار واسع، خاصة على مستوى الرأي العام بولاية الجلفة، أن “الأمر والنشاط كله لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد”، وأن “هذه الزاوية لا تنتمي للاتحاد وليس لها أي صلة بنا”، مضيفا أن “بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة نقلت خبرا وصورا بأن شيوخ الزوايا هم من قاموا بالتكريم وهذا خبر لا أساس له من الصحة”، كما قال إن “لا أحد من الشيوخ أو العلماء أو من ينتمي للزوايا كان حاضرا للتكريم، لأن الزوايا من عادتها تكريم المشايخ وحفظة القرآن وكذا العلماء، وليس تكريم شخصيات أخرى وأناس بعيدين كل البعد عن هذا”. وأضاف محدث “الخبر” أن “الرأي العام لابد أن يتأكد أن الاتحاد بريء من هذه الزاوية وأن ما قامت به يلزمها وحدها”، وأكد أنه “كان الأجدر أن يكرم من يستحق التكريم من المشايخ وعلماء الدين”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات