إلى السيد بوعقبة:لقد لاحظت اهتمامك بقطاع التربية وأنك تعرف بعض الحقائق في التربية، أريد منك الإجابة عن الأسئلة التالية أو توجيهها إلى وزيرة التربية بصفتك صحفيا محترفا تبحث عن المعلومة وتقدم الخبر للمواطن، والأسئلة هي كالتالي:هل الدولة الجزائرية لها الإمكانات لبناء منهاج؟ هل يسمح لها ببناء منهاج يراعي خصوصيات وطموحات الشعب الجزائري؟ لماذا لا يوجد معهد لعلم المناهج في الجامعات الجزائرية؟ لماذا لا يوجد أي أستاذ مختص باحث في علم المناهج في اللجان المتخصصة وحتى في اللجنة الوطنية للمناهج؟لقد صرحت وزيرة التربية بأن مناهج الجيل الأول ظهر فيها اختلالات، ما حتم عليها بناء مناهج الجيل الثاني. لماذا تم إبقاء أفراد واضعي مناهج الجيل الأول لبناء مناهج الجيل الثاني، رغم اعتراف وزارة التربية ضمنيا بفشلهم؟لقد تم إعلامنا في أحد الملتقيات بأن أحد المفتشين نقد الجيل الأول ورفع النقد إلى وزيرة التربية، وتم قبول نقده، وتم فيما بعد ترقيته إلى منصب سامٍ. والسؤال المطروح لماذا لم يتم تعيينه في أحد اللجان المتخصصة التي أنجزت الجيل الأول وكلفت بإنجاز الجيل الثاني هذا المفتش لم يُبلِّغ وزارة التربية بالأخطاء العلمية الموجودة في الكتب المدرسية، خاصة الخطأ العلمي الخطير الموجود في الصفحة 177 من كتاب الرياضيات السنة الأولى متوسط، مثلا؟هل تعلم الوزيرة أن كثيرا من واضعي المناهج أعادوا المقاييس في الجامعة عدة مرات، ومنهم من رسب في مسابقة التفتيش أكثر من 5 مرات، ومنهم من لم يتحصل على شهادة البكالوريا أصلا؟لم أفهم دوافع منح مناقصة إنجاز الكتاب المدرسي إلى بعض أفراد عناصر اللجان المتخصصة لبناء مناهج الجيل الثاني، وحسب علمنا أنها هي واضعة دفتر الشروط، وهل هذا الإجراء لا يتعارض مع قانون الدولة الجزائرية؟ معلم خائف غير ثائر غير وطني يبحث عن إجابة علمية فقطفعلا اهتمامي بقطاع التربية عمره 45 سنة وكدليل على ذلك أذكر الآتي:1- في 1972 كتبت مقالا في مجلة الجيش تحت عنوان “عندما نختار الحلول السهلة”، عِبت فيه على الوزير المرحوم بن محمد تحويل امتحان السادسة إلى مسابقة يأخذ بها 40% من التلاميذ إلى المتوسط، لأن ذلك مخالف لديمقراطية التعليم التي جاء بها الإصلاح آنذاك، ورد علي الوزير بشتائم سلطوية نشرت في ذات المجلة وأساءت إليه أكثر من الإساءة إلي.2- في 1975 وأثناء انعقاد الندوة الوطنية للتعريب بقصر الأمم تحت رئاسة المرحوم بومدين، كتبت مقالا قلت فيه “إن وجود أقسام دراسية بالفرنسية وأخرى بالعربية قد أدى إلى فرز طبقي اجتماعي، أبناء المرفهين المسؤولين يوجهون إلى الأقسام الفرنسية، وأبناء الشعب يوضعون في الأقسام المعرّبة..”. قرأ بومدين المقال وعلق عليه في خطاب الافتتاح، وكنت في القاعة، قائلا “إن هذا أمر خطير إذا كان صحيحا، وإذا لم يكن صحيحا فإنه قلة ثورية من مجاهد الثورة..”، والأمر منشور وموثّق.3- في الثمانينات قام وزير التربية خروبي برسكلة المعلمين بالفرنسية في دورة تكوينية وتحويلهم إلى التدريس بالعربية، ونظم حفل التخرج قبل إجراء الامتحان هروبا من دخول شهر رمضان.. فكتبت وقتها مقالا قلت فيه “إن الوزير يحتفل بالنصر قبل النصر على طريقة المشير عبد الحكيم عامر وزير الدفاع المصري سنة 1967، فجاءت الهزيمة النكراء!”، واغتاظ الوزير وقال لمدير الجريدة بوعروج أطال الله عمره: “سأتخلى عن لقب وزير الذي أذلني وأعطي هذا الصحفي سعد طريحة!”. هذا هو تاريخي (الأسود) مع التربية الذي تتحدث عنه الوزيرة لإطاراتها!اليوم أيضا أحاول أن أعطي الرأي العام المعلومات الصحيحة حول موضوع الإصلاحات العرجاء، ولا يهمني إذا ما قالت عني الوزيرة أمام إطاراتها بأنني “كلب” أو “أسد”، والمهم أن أقوم بواجبي المهني حتى أنال ثقة ذلك “الزبال” الذي يرفع القمامة من أمام وزارة التربية، ويخبرني بأنه وجد في قمامة الوزارة زجاجات الخمر الفارغة.!يهمني أن أنشر المعلومات الصحيحة ولا يهمني غضب الوزراء أو رضاهم عما أكتب.. وأدعو الله دائما أن يجنبني ظلم الناس بما أكتبه؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات