انتقد وزير الإعلام سابقا محي الدين عميمور اقتراح كاتب الدولة السابق لشؤون الجالية حليم بن عطاء الله إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية عبر مسار مفاوضات مباشر يشبه “اتفاقيات إيفيان” التي أفضت إلى استقلال الجزائر.وقال عميمور لدى تفاعله مع المساهمة التي نشرت أفكارها “الخبر” أمس، إن بن عطاء الله “يريد حلا على شاكلة حل إيفيان وبعيدا عن المسارات الأممية، ويستدل على ذلك بفشل زيارة بان كي مون للمنطقة، في حين أن المفاوضات الجزائرية الفرنسية التي ارتكزت أساسا على صمود الشعب الجزائري ما كانت لتحقق فعاليتها الكاملة دون الضغط الأممي منذ أدرجت القضية في الأمم المتحدة منتصف الخمسينيات”.كما أن نموذج إيفيان حسب عميمور “لم يُستبعد كوسيلة لإحلال السلم في المنطقة، بدليل المفاوضات المباشرة التي تمت بين النظام المغربي والقيادة الصحراوية، والتي لم تحقق أي نجاح نتيجة لتعنت المغرب، وهو تعنت أكدته ردود الفعل المغربية على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة للمنطقة، والذي لم يفعل إلا أنه رفض منطق السيادة المغربية على الصحراء، منسجما في ذلك مع الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية”.وفي موضوع فتح الحدود، يقول عميمور “حقيقةً إعادةُ فتح الجزائر حدودها مع المغرب يمكن أن يستجيب لآمال الشعبين الجارين، لكن هذا لا يمكن أن يتم دون اتفاق شامل بين البلدين، وهو ما اتفق فيه مع الدبلوماسي السابق، لكن كيف يتم الاتفاق دون اعتراف ولو ضمني بأن اتهام المغرب للجزائر في منتصف التسعينيات كان ظالما، وأدى إلى الموقف الحاد للرئيس اليمين زروال؟”.ودخل عميمور في الجدل المتكرر حول تسمية “المغرب العربي” (أشار إليها بن عطاء الله في مساهمته) قائلا “من المضحك أن يُلمّح البعض، كالسيد العثماني وزير خارجية المغرب الأسبق، بأن فشل اتحاد المغرب العربي ناتج عن التسمية، لأن المغرب يضم مزيجا من العرب والأمازيغ، والمعلق هنا يتجاهل السبب الحقيقي في فشل الاتحاد الذي تم إنشاؤه بضغوط وتدخلات خارجية المؤكد أنه يعرفها جيدا، وهو أن الاتحاد وُلد عليلا، وأجهز عليه النظام المغربي برفضه التصديق على معظم الاتفاقيات التي وقعت بين البلدان الخمسة، بالإضافة إلى عرقلته عقد القمة المغاربية منذ منتصف التسعينيات”. أما التسمية –يضيف عميمور- “فالعروبة هنا انتماء حضاري بناه الأمازيغ منذ اليوم الأول لدخول الإسلام الذي قال الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إنه عرّب الأمازيغ”.والخلاصة في قراءة عميمور أن “التعنت المغربي هو السبب الرئيسي في دخول الأزمة إلى النفق المسدود، ومحاولة الإمساك بالعصا من منتصفها عند التعامل مع قضايا المنطقة هو هروب من مواجهة الواقع، لكيلا أقول ما قد يعتبر إساءة للرفقاء”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات