+ -

الأخ سعد بوعقبة.. سلامي وتحياتيبعد مشاهدتي الحصة التي شاركتم فيها على قناة “المغاربية”، أردت أن ألفت انتباهكم إلى بعض النقاط الخاصة بقبول المرحوم علي كافي رئاسة المجلس الأعلى في تلك الظروف وكانت كالآتي:دُعي المرحوم من طرف مجموعة من المسؤولين للاجتماع بهم في مقر رئاسة الجمهورية، حيث عرضوا عليه المنصب، كان على علم بغرض هذه الدعوة، وكان مترددا وفي صراع مع نفسه وكان جوابه الرفض (كما وعدني) لكنهم تمسكوا به إلى حد الإلحاح الشديد، وتحوّل الإلحاح إلى استعطاف إلى درجة أن واحدا من المسؤولين ذرف الدموع.قالوا له أملنا فيك كبير لإنقاذ البلاد بصفتك عسكريا ودبلوماسيا في آن واحد، وقائدا للولاية الثانية وما أدراك ما الولاية الثانية.وعدوه بأن يسهلوا له المهمة، وقالوا له نحن جميعا تحت أمرك. بعد أخذ ورد وليل طويل عليهم (وعليّ) أنا التي كنت أنتظر في المنزل، قبِل المهمة تلبية لنداء الوطن.وعند انصرافه، قال لهم: لا تنسوا أنا لست بوضياف، أنا معي وورائي المجاهدون. هذا ما حصل تلك الليلة.المجاهدة السيدة فطيمة،حرم المرحوم علي كافي

^أعرف هذا، وأعرف أن من ذرف الدمع كان أعتاهم رعونة... وأعرف أن المرحوم قبِل المهمة على مضض، وأعرف أن البلاد كانت على حافة الانهيار. فالمؤسسات الشرعية كانت مُحلة، والجيش في عين الإعصار، ويمكن أن ينقسم، كنت وقتها في السجن في اليوم التاسع.كان من الصعب على كافي أن يرفض المهمة، وهو أحد العقداء العشرة الذين جنبوا الثورة المنزلق الخطير خلال الخلاف الشهير بين (CCE) والقيادة السياسية في الخارج سنة 1958، كان الكرسي الرئاسي الذي عرض عليه ملطخا بالدماء وأمامه نعش قائد الثورة مسجى وملطخ بدمائه.. لا يمكن أن يقبل أي إنسان مثل هذا الكرسي إلا إذا كان يملك شجاعة أمثال كافي.أعرف أيضا أنه سلّح زوجته المجاهدة، وأعاد لها عهدها باستعمال السلاح كما كانت في الثورة، ودرب أبناءه على استعمال السلاح وهم داخل الإقامة الرئاسية جنان الميثاق، وفي ذلك دلالة على صعوبة المهمة.أتذكر أنه قال لي إنه لام من عرض عليه المنصب، قائلا لهم: “كيف يأتون بالزعيم بوضياف ثم يقتلونه”!وعندما سألته هل قتلوه هم؟ قال لي سواء قتلوه أو تقاعسوا في حمايته ممن قتله، فالنتيجة واحدة. هذا هو كافي الذي ظلمه الذين أنقذهم.. ولكن التاريخ سينصفه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات