العلم حقّ هو المعرفة وهو إدراك الحقّ وهو تفتّح البصيرة وهو الاتصال بالحقائق الثابتة في هذا الوجود وليس العلم هو المعلومات المفردة المنقطعة الّتي تزحم الذهن، ولا تؤدّي إلى حقائق الكون الكبرى ولا تمتد وراء الظّاهر المحسوس.وهذا هو الطّريق إلى العلم الحقيقي والمعرفة المستنيرة. هذا هو القنوت لله. وحساسية القلب واستشعار الحذر من الآخرة والتطلّع إلى رحمة الله وفضله، ومراقبة الله سبحانه، الواجفة الخاشعة.. هذا هو الطّريق ومن ثمّ يدرك اللّب ويعرف وينتفع بما يرى وما يسمع وما يجرب وينتهي إلى الحقائق الكبرى من وراء المشاهدات والتجارب الصغيرة. فأمّا الّذين يقفون عند حدود التجارب المفردة والمشاهدات الظاهرة فهم جامعو معلومات وليسوا بعلماء.وانظر كيف حثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على طلب العلم وجعله واجبًا على كلّ مسلم، ذكرًا كان أو أنثى، وكيف رفع عليه الصّلاة والسّلام من منزلة العلماء وحثّ على طاعتهم واحترامهم وذلك في الحديث الّذي رواه أبو الدّرداء رضي الله عنه وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبّان، قال عليه السّلام: “مَن سلك طريقًا يَلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإنّ العالم ليَستغفر له من في السّماوات ومَن في الأرض حتّى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإنّ العلماء هم ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنّما ورثوا العلم فمَن أخذه أخذ بحظّ وافر”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات