الشيخ العربي التبسي أعدم مع 500 شخصية مجهولة

+ -

يسترجع الجزائريون بحلول شهر أفريل 2016، الذكرى الــ59 لرحيل الشهيد العلامة الشيخ العربي التبسي، حيث احتضنت مكتبة المطالعة العمومية بمدينة العقلة ولاية تبسة، بالتنسيق مع جمعية الوفاء للشيخ العربي التبسي، احتفالية ذكرى اختطاف الشيخ الشهيد، حضرها الأخ غير الشقيق للشيخ العربي التبسي فرحات عبد المجيد.  وعرج الأستاذ أحمد الزمولي، أحد ضباط جيش التحرير الوطني، على روايات استشهاده، منها الرواية الأولى التي وثقها كتاب الدكتور أحمد عيساوي حول تبسة وأعلامها، أن القائد الفرنسي الدموي “ديمون لاغارد” أمر فرقة من ‘’القبعات الحمر’’ التابعة لجيش الاحتلال باختطاف الشيخ بعد اقتحام بيته ببلكور في الجزائر العاصمة، ثم ظل يعذب بأمر منه طيلة ثلاثة أيام، قبل أن يتلقى الجنود الأمر بإلقائه داخل برميل من زيت السيارات، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ثم ألقي به في البحر. وذكر الأستاذ الجامعي فريد نصرالله من جامعة تبسة، في مداخلة ثانية، أن كل أصابع الاتهام موجهة للسلطات الفرنسية في اختطاف واغتيال الشيخ العربي التبسي، حيث جاء في كتاب “معركة باريس” للكاتب اينودي أنه تم اختطاف وإعدام 500 شخصية سنة 1957، مضيفا أن الجنرال ماسون الذي كان مسؤولا آنذاك عن الأمن في الجزائر العاصمة اعترف أيضا في جريدة “لوموند” الصادرة بتاريخ 6 أفريل 1957 بأنه تم اعتقال الشيخ وأنه سيتم إطلاق سراحه بعد إتمام التحقيقات، غير أنه فيما بعد عمدت السلطات الفرنسية لتغطية جريمتها بمحاولة الترويج لمعلومات مغلوطة، بأن الثورة الجزائرية هي التي أعدمت الشيخ العربي التبسي، غير أن المتحدث ذاته قال إن كل المؤشرات والقرائن التاريخية تؤكد تورط وضلوع فرنسا الاستعمارية في اغتيال الشيخ العربي التبسي الذي بقي قبره مجهولا إلى يومنا هذا، في إشارة قوية لوقائع الاغتيال والرمي بالجثث في عرض البحر عن طريق الطائرات العمودية. عدّد الأخ غير الشقيق للشيخ العربي التبسي، فرحات عبد المجيد، من جهته، أثناء مداخلته، بعض مواقف الشيخ الشهيد العربي التبسي، مشيرا إلى حادثة ردّه على المحققين الفرنسيين بالقول: “ماذا تنتظرون غير التمرد والعصيان والثورة، لقد زرعتم الجهل والأمية، ولم تشيدوا المدارس والمصانع، بل بنيتم المعتقلات والسجون للتعذيب”، مضيفا أن الشيخ العربي التبسي عندما استشير من طرف بعض سكان الحدود الشرقية حول بعض قطع أسلحة الجيش الألماني التي طلبت منهم فرنسا تسليمها، أشار الشيخ على الأهالي بتسليم جزء منها فقط وإخفاء الجزء الآخر تحضيرا للثورة. وفي حادثة ثالثة تضمنت لقاء الشيخ العلامة العربي التبسي مع الزعيم جمال عبد الناصر، قال فرحات عبد المجيد إن الشيخ طلب من عبدالناصر مساعدة الجزائر فرد عليه طبعا الأزهر يساعدكم، غير أن الشيخ فهم رسالة عبد الناصر ورد عليه ببداهة الجزائري الثائر “نحن نريد من الضباط الأحرار المساعدة بالأسلحة وليس بالفتاوى”. وفي صورة الاستهزاء بالخزعبلات والخرافات وانتقاد الوضع قبل الثورة، ردّ الشيخ على أحد السكان على سؤاله حول “السبعة الرقود”، فقال له الشيخ: “أنا أعرف 7 ملايين رقود في الجزائر وأنت واحد منهم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات