ووري الثرى، أمس، بمقبرة بن عكنون في الجزائر العاصمة، جثمان الوزير الأسبق محمد السعيد معزوزي، بعد أن رحل أول أمس، عن عمر ناهز الـ92 عاما. وحضر مراسم الدفن عدد من الوزراء والشخصيات الوطنية والسياسية، على غرار رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك وعلي هارون، إضافة إلى شخصيات من مختلف التوجهات السياسية، بمن في ذلك قدامى حزب الطليعة الاشتراكية وقياديون قدامى وحاليون في حزب جبهة التحرير الوطني، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المرحوم معزوزي جمع حوله كل الجزائريين، فاستحق بالفعل تسمية “مانديلا الجزائري”. يعد معزوزي أحد أشهر المساجين السياسيين في العهد الاستعماري، حيث قضى 17 سنة سجنا. ولد يوم 29 جوان 1924 بدلس، انخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1943. ألقي عليه القبض في 15 سبتمبر 1945 بعد عملية اغتيال استهدفت أحد المتعاملين مع الجيش الفرنسي وهو الباشاغا (آيت علي) بناحية تيڤزيرت، وحكمت عليه المحكمة الاستعمارية بتهمة محاولة القتل والمساس بالأمن العام، فسجن بباربروس. وفي سنة 1948 تم نقله إلى سجن تيزي وزو، وقد حكم عليه بـ20 سنة سجنا مع الأشغال الشاقة بمحمكة البليدة سنة 1952. حُوّل إلى سجن مولان بفرنسا ثم إلى سجن شومون، وبعدها إلى سجن وهران في جويلية 1953، وأعيدت محاكمته سنة 1958 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وأثناء مكوثه في السجون تعرف على المناضل عبان رمضان، وتم إطلاق سراحه سنة 1962. بعد الاستقلال، عين معزوزي منسقا لفيدرالية جبهة التحرير الوطني لولاية تيزي وزو. وفي سنة 1963 عين عضوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لجبهة التحرير الوطني، وانتخب إثرها عضوا في اللجنة المركزية ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية، ثم عين وزير العمل والشؤون الاجتماعية بين 1968 و1977. وفي 6 أفريل 1977 عين وزيرا للمجاهدين إلى غاية 8 مارس 1979، حيث أصبح بعدها عضوا في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني. في سنة 1984 أقصي من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بسبب قربه من الرئيس هواري بومدين، ثم انسحب من الساحة السياسية بعد أحداث 5 أكتوبر 1988، ليعود مجددا للنشاط السياسي سنة 1992 كعضو في المجلس الاستشاري الوطني. وفي عام 2014، نشر معزوزي مذكراته عن منشورات القصبة، ترجمت بعدها إلى اللغة العربية سنة 2015.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات