الأمن يجهض مسيرة الكرامة على مشارف العاصمة

+ -

سخرت، أمس، السلطات العمومية العشرات من عناصر الشرطة والدرك لإجهاض مسيرة الكرامة نحو العاصمة، لتتوقف المسيرة، “لكن الكرامة استعيدت حتى ولو لم نصل إلى تحقيق مبتغى الإدماج”، مثلما ذكر المحتجون، فإن الأساتذة المتعاقدين أظهروا قوة وتحديا وصبرا خلال 8 أيام من السير، مسيرة انطلقت بمشاركة المئات وانتهت بانضمام الآلاف، لينفذ هؤلاء تهديداتهم التي سبق أن أطلقوها في حالة ما إذا تم إجهاض المسيرة بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. بعد أزيد من 200 كلم قطعها الأساتذة المتعاقدون سيرا على الأقدام، ذاقوا من خلالها شتى أنواع المعاناة، استيقظ الأساتذة، بعد مفاوضات فاشلة مع وفد وزارة التربية، لمواصلة السير صوب العاصمة، وعلى بعد 100 متر من ثانوية الشهيد “محمد قويقح”، اصطدموا بقرار منعهم من مواصلة السير من طرف مصالح الأمن والدرك، حيث قامت القوات بإغلاق جل المنافذ المؤدية إلى مكان الاعتصام، وتقرر تنفيذ المخطط “س”، القاضي بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام.وقد دفعت السلطات العمومية، منذ صباح أمس، بقوات كبيرة من قوات مكافحة الشغب للشرطة والدرك إلى مدينة بودواو، حيث أمضى الأساتذة المتعاقدون ليلتهم في ثانوية “محمد “قويقح”، ورسم الأساتذة الذين افترشوا الأرض حاملين العديد من الشعارات المطالبة بإدماجهم والمعلنة عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، صورة أخرى من التحدي والمعاناة،. وحسبهم، فقد رسمت وزارة التربية لنفسها سورة الوزارة “الظالمة”، حيث أعربت أستاذة من غليزان، وهي أم لـ 3 أطفال أكبرهم لا يتجاوز عمره 9 سنوات، تخرجت سنة 2005، خبرة 4 سنوات اختصاص إنجليزية، تدرس في متوسطة تبعد بـ60 كلم، عن استعدادها رفقة الأساتذة الذين دخلوا في إضراب عن الطعام لـ«الموت على فك الاعتصام والعدول عن الإضراب عن الطعام”، ردا على القرار الذي أبلغه للأساتذة كل من مدير الأمن الولائي ورئيس المجموعة الإقليمية للدرك الوطني ببومرداس اللذين أعلما الأساتذة المتعاقدين بضرورة فض الاعتصام وتوقيف المسيرة بسبب منع المسيرات في العاصمة، وهو القرار الذي كان متوقعا من طرف الأساتذة المتعاقدين.وجلب إجهاض المسيرة وافتراش الأساتذة الأرض ومظهر الإرهاق والتعب البادي عليهم، صورة “سوداء عن واقع الحريات وحقوق الإنسان”، على حد وصف الأساتذة المتعاقدين. يذكر أن العديد من وسائل الإعلام الأجنبية أبدت اهتماما كبيرا بقضية الأساتذة المتعاقدين. أما تنظيم “الكلا” الذي كان حاضرا رفقة العديد من التنظيمات النقابية لقطاع التربية، فقد أبدى استغرابه من قرار وزارة التربية الوطنية، ومن قرار الوزيرة الذي سيعفن الأوضاع في القطاع، ويرمي بظلاله على استقرار القطاع، والتلاميذ على أبواب امتحانات نهاية السنة.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات