بعد جهد جهيد، وبعد حملة شنها المئات من تلاميذه في مختلف القرى والمدن التي مر عليها المعلم القدوة والمصلح جدي الديلمي المدعو الشيخ الزقود، ودرّس فيها وترك أثرا لا يمكن أن تمحوه السنوات، استجابت أخيرا اللجنة الولائية المُكلفة بإطلاق التسميات على الشوارع والمؤسسات التربوية وغيرها لمطلب المئات من هؤلاء ووضعت اسمه على مدخل إحدى المدارس الكائنة بحي 500 مسكن وسط مدينة المسيلة. يأتي هذا بعد سنوات من حبس اسمه وسيرته في أدراج النسيان، رغم مرور 23 سنة على وفاته رحمة الله عليه، ورغم المناشدات التي تُطلق كل سنة من أجل الوصول إلى مسعى التخليد، غير أنه، ولحسن الحظ، تحوّل هذا المطلب هذه السنة إلى أمر واقع، ولحسن الحظ كذلك خُلد اسمه في موقعين، أوّلهما مدرسة ابتدائية، والآخر مدرسة قرآنية، حيث أبت جمعية العلماء المسلمين إلا أن تكرم من جانبها أحد أمناء سر شيخها ومؤسسها الأول عبد الحميد بن باديس في أربعينيات القرن الماضي.يأتي هذا التمجيد لهذه الشخصية، من منطلق ما قدّمته هذه القامة التي لا تزال الكثير من المناطق والقرى في ربوع الوطن تحتفي بذكرى وفاتها كل سنة، ولا يزال المئات من تلامذته الذين طالما رفعوا مطلبهم بضرورة تخليد اسمه على واحدة من مدارس عاصمة الولاية، عرفانا بما قدّمه هذا الأخير خلال مسيرة التعليم والإصلاح التي دامت لأزيد من سبعين سنة، إلى حين وافته المنية في الرابع من شهر ماي 1993 إثر مرض عضال مخلّفا وراءه إرثا قوامه المئات من التلاميذ ومكتبة عامرة بعشرات المؤلفات، إلى غاية تحقيق هذا المطلب الذي يبقى في نظر تلامذته وعائلته ومن ارتووا بعلمه قليلا موازاة بفضله واستنزاف ربيع حياته وشبابه وحتى سنوات شيخوخته في سبيل مدرسة تصنع الأجيال. ويسعى اليوم تلامذته وعائلته التي تعمل كل مرة لأن تكون في الموعد كلما حانت ذكرى وفاته والتي لا يفصلها عنها هذا العام أقل من شهرين فقط الذكرى الثالثة والعشرين، للالتقاء بتلاميذه ومحبيه وتكريم البعض منهم ممن واصلوا على درب الشيخ الزقود، ويأملون أن تتحقق لهم أمنية تحويل اسم الرجل إلى مؤسسة ولم لا تأسيس ملتقى وجائزة باسم الشيخ الديلمي، على غرار باقي المؤسسات التي أنشئت لتخليد رجالات صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات