"اجتماع البيضوية يوم بلا غد ولقاء التنسيقية غوغاء"

+ -

انتقد عبد الرحمن بلعياط، رأس معارضي استمرار عمار سعداني أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني، تجمعي القاعة البيضوية و”مزافران 2”، الأربعاء الماضي، واعتبر الداعين لهما والأشخاص الذين نظموا التظاهرتين، “تكريسا لحالة الضبابية التي توجد فيها الجزائر، وعاكسا لغموض ينتظرها في المستقبل على الصعيد السياسي”.وقال بلعياط لـ”الخبر”، إنه يضع تنسيقية الانتقال الديمقراطي، وأصحاب فكرة “الجدار الوطني”، في موقع واحد، عنوانه، “آداء سياسي رديء وذو مستوى ساقط”. ودعا الحكومة إلى “الارتقاء بخطابها وبآدائها، أما المعارضة فأدعوها إلى أن لا تنجرّ إلى المستوى المنحدر”.ولاحظ بلعياط، في قراءة للمشهد السياسي الأربعاء الماضي، في ضوء اجتماعين على طرفي نقيض، أن المعارضة “تبحث منذ 4 سنوات عن جمع العدد الأكبر من الأحزاب والأشخاص لمناهضة السلطة. ولكن في الأخير شهدنا ما ينطبق عليه المثل الإسباني: مطعما بدون طباخ والمدعوون لتناول الغداء، كل واحد منهم أكل ما أحضره معه. فما حدث في مزفران غوغاء وخطاب غير منسجم. عندما ينتقد علي يحيى عبد النور قانون الأسرة، ويرد عليه حارس المعبد الإسلامي عبد الله جاب الله، هذا يعني أن أطراف التنسيقية على استعداد للتطاحن فيما بينهم، ما يجعل منهم عاجزين عن طرح بديل للسلطة. موقفي هذا لا يعني أنني ضد المعارضة التي لن تغريني في يوم من الأيام”. يقصد أنه لن يصبح معارضا للسلطة، كما فعل آخرون كانوا في الحكومة في وقت سابق. وبلعياط مارس المسؤولية في فترتين، مرة كوزير للسكن في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد. ومرة كوزير للتجهيز مع الرئيس اليمين زروال. وعن خصمه سعداني والتجمع الذي قاده بالقاعة البيضوية، تحت مسمى “الجدار الوطني”، قال بلعياط: “صاحب هذا الشعار علي كافي رحمه الله، ورد على لسانه عام 1993 عندما استخلف الرئيس محمد بوضياف على رأس المجلس الأعلى للدولة، وكان يومها أمين عام منظمة المجاهدين أيضا. فالمرحوم أطلق فكرة الجدار الوطني لمواجهة الإرهاب الذي استفحل وتغوّل، وكان يهدد الجميع، دولة وأشخاصا. وقد جاءت هذه الفكرة أيضا في ظرف كان فيه النظام المؤسساتي مهلهلا ومؤقتا ولا يبعث على الاطمئنان، بسبب الطعن في شرعيته. إذن طلب إقامة جدار وطني كان عاكسا لحالة شخص متخندق، فهل هي حالة الجزائر اليوم؟ طبعا لا. فالإرهاب تم دحره والمؤسسات شرعية ومنتخبة وبالتالي لسنا في وضع 1993”.وتساءل بلعياط “إن كان الرئيس بوتفليقة طلب المساندة، لتبرير تنظيم تجمع لفائدته. فلو قال ساندوني لكان طلب ذلك من الأرندي ومن حزب عمارة بن يونس، فهما حزبان يدعمان سياساته. إذن في رأيي، كل من شارك في لقاء البيضوية أحزابا ومنظمات، تحت راية الجدار الوطني، جاء في الحقيقة ليحقق منفعة لنفسه. إنه اجتماع ينطبق عليه ما قاله الفنان فريد الأطرش: يوم بلا غد. بمعنى أن كل مشارك فيه سينصرف إلى بيته بعد الحفلة وانتهى الأمر”. وأضاف: “عندما قال سعداني إنه دعا ذلك الجمع من أجل الرئيس، فهذا يعني أن وضعية الرئيس غير صحيحة سياسيا. الأصل في هذه الظروف أن الرئيس بحاجة إلى أصوات في البرلمان تؤيده بقوة، وإلى حكومة تنفذ برنامجه ودبلوماسية تحمل صوت الجزائر لتوصله إلى العالم. وهو بحاجة إلى دفاع يحمي التراب الوطني ووحدة الشعب. أما اجتماع “لاكوبول” فلا يزيد أي شيء في هذا الأمر، بل العكس إذ يبيّن ضعفا في العمل السياسي. والجيش لا يحتاج إلى دعم، كما يزعمون، لأنه يحظى بتأييد الجميع وهذا معلوم ولا أحد شكك فيه”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات