38serv

+ -

أعاد الظهور الإعلامي الجديد لوزير الطاقة سابقا، شكيب خليل، أول أمس، من زاوية في ولاية الجلفة، الجدل إلى الواجهة بشأن وضعه القضائي مع العدالة الجزائرية، التي أصدرت في حقه سنة 2013 مذكرة توقيف دولية. فيما يضعها متابعون آخرون في سياق تحضير خليل “بديلا” لمرحلة ما بعد بوتفليقة، خصوصا وأن مشهد ظهوره للجزائريين يشبه تماما قدوم الرئيس الحالي للجزائر سنة 1999. يُحسب لجبهة التحرير الوطني أنها الحزب الذي طالب، على لسان أمينه العام، عمار سعداني، بإعادة الاعتبار للإطارات المظلومة، وبعدها بأيام قليلة يعود شكيب خليل إلى الجزائر باعتباره واحدا من تلك “الإطارات” التي ظلمها جهاز الدياراس بملفات مفبركة، حسب سعداني. ولأن حديثا كبيرا قيل بخصوص قضية سوناطراك وإدراج اسم خليل فيها تارة شاهدا وتارة أخرى متهما، التصقت به صورة “الفاسد” عند الجزائريين، ولما دافع عنه الأفالان التصقت به هو صورة “الحزب الذي يدافع عن الفاسدين”، لكن دون دليل.وقال عضو المكتب السياسي للأفالان، حسين خلدون، لـ”الخبر”، “هذه القضية تعيدنا إلى دور المجتمع بعد الدستور عن طريق نشر القيم الفاضلة من بينها قرينة البراءة، التي هي حق يساوي الحق في الحياة، ونحن في جبهة التحرير لم نشخص القيمة المثالية في وزير الطاقة سابقا شكيب خليل، وإنما آثرنا قضية الإطارات المظلومة التي كان واجبا على القانون حمايتها”.ويذكر خلدون أنه “من واجب العدالة أن توضح الصورة في القضية، وتعطي السلطة القضائية كلمتها ما إذا كان ملف خليل مفبركا أو نتيجة خطأ قضائي وهذا ليس عيبا. فخليل من بين الإطارات التي من واجب العدالة تبرئتهم إذا كانوا مظلومين، وهي القناعة المكرسة في الدستور الذي يؤسس دولة الحق والقانون”.ويرى خلدون أن “كشف الخطأ القضائي إذا كان متوفرا ليس لمعاقبة الناس وإنما لإظهار الحقيقة”. وفي سؤال عن مهاجمة سعداني لأويحيى قصد ترجيح كفة خليل في الانتخابات الرئاسية كـ”بديل” لمرحلة ما بعد بوتفليقة، كما تقول بعض الاجتهادات، أجاب المتحدث: “الحديث عن البديل ليس واردا في جبهة التحرير، وكل ما يقال عن الرئاسيات هو مجرد مزايدات ومضاربة، ومن يدعي أن الأفالان يسعى لمنع أحد على حساب آخر فهو واهم، كما أن الرئاسيات كلام ممنوع في الجبهة إلى غاية 2019”.وانخرطت حركة مجتمع السلم في جدل الظهور الجديد لشكيب خليل من زاوية في الجلفة. وأعطى رئيسها عبد الرزاق مقري موقفا نشره، أمس، على صفحته على الفايسبوك، لإطلاع الصحفيين على موقف الحركة، كما ذكر لـ”الخبر”، ومن ضمن ما جاء فيه أنه “يوجد في هذه القضية من يخطط، ويوجد من يُسخّر ويوجد من يتبع الأثر تزلفا وانتهازية، ويوجد من يسكت ويساير، ويوجد من يكرر ما يدخل في الموضوع سذاجة وقلة فهم، ويوجد من يعارض معارضة سياسية وطنية، ويوجد من يعارض معارضة شخصية انتقامية، ويوجد من يعارض من أجل الصراع على السلطة فحسب”. وكتب مقري: “نحن في حركة مجتمع السلم ليست لنا حسابات شخصية مع شكيب خليل أو غيره، ولكن الذي يهمنا أولا هو ما حدث من كسر لما بقي من مصداقية العدالة وهيبة الدولة، بفعل هذه السلطة السياسية الحاكمة التي تتصارع محاورها على السلطة والمصالح الشخصية فتسخر العدالة والمصالح الأمنية لهذا الصراع، فتفعل الشيء وضده في وقت وجيز فتعطي الصورة للعالم كله، وكأننا في فيلم تحولت فيه دولة ما إلى قصة تحكي صراعات عائلات المافيا، كلما تغلب محور سير أمور الدولة لصالحه فيصيبنا نحن المواطنين كثير من الحزن على ما وصل إليه بلدنا”.وتابع مقري: “ويهمنا في الأمر الاتجاه السياسي والاقتصادي للشخص المعني (شكيب خليل)، فهو رجل رأس مالي ينتمي للرأسمالية العالمية المتوحشة ووجوده يخيفنا كثيرا على مآلات البلد، كما أنه يتحمل مسؤولية استنزاف الموارد الطاقوية للجزائر والاعتداء على حقوق الأجيال المستقبلية، وتحويل هذه الكنوز إلى أموال ضاعت بشكل مذهل، بسبب سوء التدبير وقلة الكفاءة والفساد العظيم الذي وقع في زمنه وتحت سلطته”.ويعطي مقري لظهور شكيب في الجلفة بعدا دينيا له علاقة بالاستعمار الفرنسي، موضحا: “إننا حينما نرى زاوية من الزوايا تفعل ما فعلت مع شكيب خليل نتذكر العهد الاستعماري فنفهم كل شيء. نتذكر حينما سيطرت فرنسا على بعض الطرق الصوفية التي وقفت في وجهها وقوف الأبطال جهادا في سبيل الله وحماية للوطن، فدجنت بعضها، وحاشا أغلبها، وأصبحت تضعها في الواجهة لتسخرها في السيطرة المعنوية على الجزائريين البسطاء، وحينما نرى هذه الصورة الكاريكاتورية التي أظهرت شكيب خليل داخل الزاوية، تحضر أمام أعيننا مندهشين الزيارات المكثفة للمسؤولين الفرنسيين لبلادنا في هذه الفترة الأخيرة، فيكتمل المشهد وكأن فرنسا الاستعمارية الرأسمالية عادت وأخرجت من سجلاتها أدواتها وأساليبها القديمة تكررها”.من جهته، أفاد حزب “جيل جديد” بأن “الرئيس بوتفليقة والمحيطين به الذين يؤدون دور “الكومبارس”، يريدون أن يفرضوا من جديد على الجزائر منحرفا دوليا لتسيير ما تبقى من احتياطي الصرف، بعد أن قاموا بتبييض صورته بقرار سياسي وبعدالة الليل، رغم أنه ينتظر المحاكمة في العديد من الدول”.ويعتقد جيل جديد، في البيان الموقع من رئيسه جيلالي سفيان، أن النظام صار مرعوبا من فضائح الفساد التي مست العديد من الدوائر داخل منظومة الحكم، لذلك فهو يحاول أن يقوم بعملية “دخول بالقوة” من أجل أن يأخذ كل ضمانات اللاعقاب والاستمرار في التحكم بمقاليد حكم بلد يتعرض للخيانة من قبل أناس جشعين لا يحتكمون إلى ضمير أو قانون”. وبحسب بيان الحزب، فإن “ما ساعد النظام على ذلك، هو جبن الكثير من الجزائريين الذين تلطخوا بالفساد المادي والمعنوي”.وذكر جيل جديد أن “النظام أهان الجزائر بفرض رجل مريض ولا يقول كلمة على رأسها، وهو يريد اليوم القول إنهم سيعيشون الأفظع”، محذرا من أنه “إذا تم تنصيب شكيب خليل كوزير أول أو رئيس للجمهورية، فإن القليل من التماسك الاجتماعي سينهار”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات