انطلقت، أمس، بأدرار، أشغال الملتقى الدولي حول مدرسة التصوف الجزائرية وامتدادتها الإفريقية، بمساهمة جريدة “الخبر”، وبمشاركة 13 دولة إفريقية وعربية وهي السنغال، مالي والنيجر ونيجيريا ومصر وتونس، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية. تميز حفل الافتتاح الذي أشرف عليه نور الدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي جرى بالجامعة الإفريقية أحمد دراية، بتدخل عدة مشايخ جاؤوا من مختلف الزوايا والمدارس القرآنية من الطريقة القادرية والصوفية في الجزائر وإفريقيا. وأكد هؤلاء على أهمية هذا اللقاء في إحياء مناهج الصوفية واستذكار مناهج الصوفيين، أمثال العلامة الشيخ بن عبد الكريم المغيلي والشيخ الجليل سيدي محمد بالكبير، الذي كان لهم الفضل في الدعوة إلى وحدة الأمة. وفي هذا الإطار، أبرز شيخ الطريقة الصوفية في نيجيريا وممثل الوفود الأجنبية، الثراء الروحي الذي تتميز به الجزائر على غيرها من الدول الإفريقية ومنهجها الداعي إلى نبذ العنف والتفرقة بين مختلف الشعوب الإفريقية. وحذر من أولئك الذين يتربصون بالأمة الإسلامية لبث الخلافات والفتنة، داعيا وزير الداخلية إلى إنشاء معهد عالي للطريقة الصوفية بأدرار. مشددا على أهمية المدرسة الصوفية في الجزائر لمواجهة ذلك الخطر وضرب بذلك مثلا بالشيخ العلامة عبد الكريم المغلي الذي كان له الفضل في تصديّه لليهود بمنطقة تمنطيط على بعد 12 كلم جنوب أدرار. من جهته، قال الشيخ الكونتي عميد الطريقة الصوفية، إن المدرسة الجزائرية في التصوف هي منهج يدعو إلى التآخي والتسامح بين أبناء الأمة الواحدة. من جهته، رئيس المجلس الشعبي الولائي لفت الانتباه إلى أولئك الذين يسنون منهجا لتكفير الناس خلال العشرية السوداء ويتحملون مسؤولية المجازر التي وقعت، من خلال دعوتهم إلى الفتنة وأباحوا قتل إخوانهم الجزائريين، كما يسفهون الاجتهاد والجهاد في العالم الإسلامي.من جهته، أشار وزير الداخلية نور الدين بدوي، في كلمته الافتتاحية، أن المدرسة الصوفية في الجزائر لها امتداداتها في إفريقيا، وهي على حد قوله منهج ديني متميز يقوم على الزهد ونبذ كل أنواع العنف والتطرف الديني والأفكار التكفيرية المتطرفة، وقبول الرأي الآخر والمشاركة في التنمية فكريا ودينيا، وهو ما اعتمد عليه رئيس الجمهورية في برنامجه ومشروعه الداعي إلى المصالحة الوطنية التي أدت إلى تقوية اللحمة بين أفراد المجتمع الجزائري.وقال وزير الداخلية، إن الجزائر قررت تجسيد مشروع لإنشاء معهد متخصص في تكوين الأئمة من مختلف الدول الإفريقية. الوزير أشار إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإيصال الفكر الوسطي والإسلام الصحيح لمواطني الدول الإفريقية لمنع انتشار الفكر التكفيري. وأشار في كلمته التي ألقاها باسم رئيس الجمهورية، إلى أن الزوايا الجزائرية لعبت دورا كبيرا في حماية الجزائر من الأفكار الدخيلة، وفي نشر قيم التسامح الإسلامي الوسطي. الملتقى حضره أساتذة وباحثون وشيوخ زوايا من 9 دول إفريقية هي مصر وتونس موريتانيا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وتشاد والجزائر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات