38serv

+ -

وصل، مساء أمس، المشاركون في مسيرة الأساتذة المتعاقدين، التي انطلقت بداية الأسبوع الماضي من مدينة بجاية، إلى منطقة بني عمران الواقعة جنوب شرقي ولاية بومرداس، وقد وجدوا في استقبالهم السكان الذين رحبوا بهم وشجعوهم على مواصلة التحدي. المحتجون قضوا ليلة أول أمس في ثانوية “مسيل محمد” الواقعة في مدينة قادرية التي استقبلوا فيها بحفاوة من قبل السكان وأعضاء المجلس البلدي، حيث قدموا لهم الأطعمة والماء والأفرشة. وحسب كمال لوزي، أحد أعضاء تنسيقية الأساتذة المتعاقدين، فإن مرحلة البويرة ـ قادرية كانت أصعب مرحلة يمرون بها منذ بداية المسيرة، حيث مروا بظروف صعبة للغاية بسبب الأمطار التي تساقطت بكثافة على أجسادهم التي كادت أن لا تتحمل لسعات البرد القارس، ما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين، حيث تم نقل ستة مشاركين ومشاركات إلى مستشفى الأخضرية، وقد نصحهم الأطباء بالتوقف عن متابعة المسيرة بسبب تورمات أصابت أقدامهم، لكنهم رفضوا ذلك، وواصلوا السير صباح أمس رفقة أكثر من ألفي مشارك، كان من بينهم أعضاء المكتب الوطني لنقابة “كنابست” وممثلون عن المجتمع المدني.وفي مدينة الأخضرية استقبلوا بحفاوة كبيرة من طرف سكانها، حيث راح البعض يشجعهم على مواصلة التحدي واصفين إياهم بـ”الرجالة”، وعندما وصلوا إلى منعرجات الأخضرية توقفوا لتناول وجبة الغداء، ثم عادوا للسير ثانية باتجاه مدينة بني عمران. وفي الطريق، نقل المشاركون ثلاثة من رفاقهم لم يتحملوا مشقة السير إلى العيادة متعددة الخدمات حيث وضعوا تحت الرقابة الطبية. وحسب أحد المصابين، فإن الأطباء نصحوهم بالتوقف عن السير غير أنهم لا يزالون مصممين على دخول العاصمة مع رفاقهم.وعن جديد قضيتهم، قال الناطق الرسمي للتنسيقية بشير سعيدي، إن الوزارة لم تتصل بهم لحد الآن، مؤكدا في نفس الوقت أنهم لن يقبلوا أي اقتراح عدا الإدماج المباشر. ومن جهة أخرى، دعا المشاركون في المسيرة كافة المتعاقدين الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالمشاركة في المسيرة إلى عدم الالتحاق بمؤسستهم اليوم ومقاطعة الدراسة، إلى أن تلبي الوزارة مطالبهم وهددوا بتقديم الاستقالة الجماعية في حالة ما إذا منعتهم السلطات من دخول العاصمة. وبمناسبة وجودهم في ولاية بومرداس، اعتبر عدد من أعضاء الجمعيات وحركات المجتمع المدني والتنظيمات، على غرار اتحاد التجار والحرفيين لبلدية عمال، أن التضامن مع الأساتذة المتعاقدين واجب. من جهته، كشف المتحدث باسم النقابة “الكنابست” في المكتب الولائي لبومرداس، أنه من المنتظر أن يمضي الأساتذة ليلتهم في بلدية بني عمران، علما أن المشاركين رفضوا عرض الانتقال لإمضاء ليلتهم في مدينة بومرداس على متن الحافلات، مصرين على مواصلة مسيرتهم إلى العاصمة مشيا على الأقدام وتحدي المشاق، وهو العرض الذي قدم لهم بسبب افتقار الثانويتين المذكورتين للأفرشة والأسرة. وأضاف ذات المصدر أن هناك مساعي حثيثة من قبل السلطات المحلية للتكفل بالمحتجين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات