+ -

لغط كثير أثير حول غياب بقايا الفيس وبقايا السلطة عن ندوة زرالدة..1 - بقايا الفيس كانوا في مزفران 1 يناضلون من أجل الحصول على مقعد كأفراد مع المعارضة وكان لهم ذلك، وكان هذا إنجازا من تفهم المعارضة لمحنة الفيس ووعي من قادة الفيس بذلك وبطبيعة المرحلة ومتطلباتها. فماذا حدث حتى يرفع هؤلاء السقف ويطالبوا المعارضة بأن تعترف بهم كحزب وليس كشخصيات وطنية؟! هل ما عجز عن تحقيقه الإنقاذ مع السلطة تنجزه له المعارضة؟! إنه قلة تقدير للموقف ينم عن عدم فهم رهيب وعن سطحية قاتلة.2 - ماذا استفاد الفيس من المقاطعة غير تضييع منبر للحديث عن محنته وفّره له قبل عامين رجال ضيّعوا حتى مصالحهم مع السلطة؟! هل مهمة بقايا الفيس هي الضغط على السلطة بواسطة دعم المعارضة، أم مهمته هي الضغط على السلطة للاعتراف به بواسطة إضعاف المعارضة بالغياب؟! نعم المعارضة يمكن أن تستقوي بالفيس على السلطة، ولكن الفيس أيضا يمكن أن يستقوي بالمعارضة لطلب عودة شرعيته.. لكن المزايدة على المعارضة من طرف الفيس بهذه الطريقة تدل على ضعف وسوء تقدير رهيب من هؤلاء.3 - يجب أن يقلع الإنقاذيون عن فكرة ربط كل شيء في البلاد بعودة شرعيتهم، لأن عودة الشرعية لا تكون فقط بالاعتراف بهم كحزب سياسي (وهذا حقهم)، ولكن يمكن أن تكون عبر تواجدهم في تنظيم معارض كهذا الذي فتح لهم الباب في مزفران 1. والأكيد أيضا أن الشرعية مسألة نسبية يمكن أن تكون اليوم عند الإنقاذ وغدا لغيره، ولا يمكن أن يدعي أي واحد بأن الشرعية ملكية خاصة له مسجلة باسمه عند الموثق! وإلا كيف نعيب على الأفالان اهتزاز وفقدان شرعيته التي اكتسبها في الثورة كممثل وحيد للشعب الجزائري، ولا يقبل ذلك الإنقاذ، خاصة بعد الأزمة الحادة التي تسبب فيها مع رعونة السلطة.4 - لقد حزن الكثير من الناس عندما سمعوا بأن الإنقاذ (الكبير) أصبح يقارن نفسه مع الحزيبات الصغيرة في مسألة الشرعية فيقول: لماذا تقبل المعارضة التعامل مع هؤلاء الأحزاب ولا تقبل التعامل مع الفيس كحزب! وهي بالفعل نظرة قصيرة من الفيس لموضوع الشرعية والعمل السياسي، تدل على ضياع هذا الحزب في الشكل البائس للشرعية على حساب الغايات والأهداف من هذه الشرعية في العمل السياسي.5 - الفيس أضعف ندوة زرالدة بغيابه، ولكنه أضعف نفسه أيضا.. والقول بأنه موافق ولكنه لا يحضر، يدل على أن هؤلاء دخلوا هم أيضا في لعبة الحسابات السياسوية، لا يختلفون عن الشخصيات السياسية التي رماها النظام إلى (لاكاس) وماتزال تحسب على النظام أكثر مما تحسب مع الشعب ولا أقول المعارضة؟! هل يسعد الإنقاذ أن يجد نفسه في نفس الموقع مع غزالي الذي انقلب عليهم سنة 1992، أو مع حمروش أو حتى مع الذين يمارسون حكاية “شاتي اللبن ويخفي الطاس”! لماذا إذن نلوم حنون أو مقري أو حتى الأرسيدي على الحساب مع السلطة، والحال أن حتى الفيس الذي يبحث عن الشرعية ضيّع منبر زرالدة لأجل الحساب مع السلطة في الانتخابات القادمة؟!الواقع أن المعارضة لا تواجه السلطة فقط، بل تواجه المعارضة للمعارضة من طرف المعارضة غير المسؤولة نفسها!وإذا الإنقاذ هرب مرة أخرى للمعارضة بالفأس، فإنه، أي الإنقاذ، لا يحفر قبر المعارضة، بل يحفر قبره هو مرة أخرى؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات