+ -

توجد العاصمة الليبية على كف عفريت، بعد أن تمكن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من دخول طرابلس بحرا دون أن تتمكن حكومة الإنقاذ وأفرعها الأمنية والعسكرية المنتشرة في المدينة من منعهم من الوصول إليها، أو حتى اعتقال أعضائها كما هدد بذلك خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ ووزير دفاعها، بالرغم من وقوع اشتباكات في العاصمة أدت إلى مقتل أحد أفراد كتيبة النواصي التي أعلنت ولاءها لحكومة السراج.

ما يجري حاليا في العاصمة طرابلس هو عملية فرز بين أنصار السراج وأنصار الغويل، ومفاوضات عسيرة بين كتائب عملية فجر ليبيا المسيطرة على مدن الغرب الليبي قد تفضي إما إلى تنازل الغويل عن السلطة أو حدوث مواجهات دموية بين الطرفين لا يتمناه أي منهما، خاصة وأن هذه الكتائب ساهمت مجتمعة في طرد كتائب الزنتان من العاصمة في 2014، كما منعت مقاتلي ورشفانة الموالين لنظام القذافي من السيطرة على العاصمة.السراج لم يستلم مقر الحكومة بعدلحد الآن مازال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بقيادة فائز السراج، مقيما في القاعدة العسكرية البحرية بطرابلس، تحميه كتائب من الجيش والأمن الليبيين، وعلى رأسها كتيبة النواصي التابعة لوزارة الداخلية والتي تعد من أحسن الكتائب تسليحا في طرابلس، ونفت حكومة خليفة الغويل تسليمها لمقر الحكومة للمجلس الرئاسي كما أشيع بعد إعلان المكتب الإعلامي لفايز السراج أنهم “في الخطوات الأخيرة لاستلام وزراء حكومة الوفاق مقرات وزارتهم والبداية بوزارة الخارجية، واجتماع مع محافظ مصرف ليبيا المركزي للبدء في حل بعض المشاكل وتسييل السيولة النقدية إلى المصارف”.لكن المجلس الرئاسي حظي بدعم 10 مدن ليبية معظمها على الطريق البحري الرابط بين العاصمة طرابلس والحدود التونسية، وهو طريق استراتيجي بالنظر إلى أهميته في تنقل الأشخاص والبضائع من ليبيا إلى الخارج عبر تونس، كما أن لكل مدينة كتيبة على الأقل تخضع لسلطتها المباشرة، ما يعني أن خليفة الغويل فقد دعم المدن الرئيسية غربي طرابلس مثل الزاوية وصبراته وصرمان وزوارة، والأكثر من ذلك فقدَ دعم كتائب هذه المدن المنضوية تحت لواء عملية فجر ليبيا وقيادة الأركان العامة.ضغوط شعبية وأمنية على حكومة الغويلشعبيا خرج نحو 300 شخص للتضامن في ميدان الشهداء بقلب العاصمة طرابلس، مطالبين برحيل خليفة الغويل ودعم المجلس الرئاسي، كما اقتحم عدد من الشباب المناصرين لحكومة الوفاق مقر قناة “النبأ” في العاصمة طرابلس وقاموا بإغلاقها وطرد صحافييها وموظفيها، بالنظر إلى خطها الافتتاحي الرافض لحكومة الوفاق الوطني، والتي أدانت نفسها هذا الاقتحام، كما أدانه حزب العدالة والبناء الداعم لحكومة الوفاق.وكانت مصادر أمنية ليبية قد أكدت لـ”الخبر” أن نحو 80 بالمئة من الكتائب المسلحة في طرابلس تدعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، ومعظم هذه الكتائب من مصراته، لكنها أشارت إلى أن لواء الصمود بقيادة العميد صلاح بادي المنحدر أيضا من مصراته يعارض المجلس الرئاسي ويدعم حكومة الغويل.وأضافت ذات المصادر أن ضغوطا شديدة تمارسها كتائب مصراته على العميد صلاح بادي للتخلي عن دعمه لحكومة الغويل، لتفادي إراقة الدماء، خاصة وأن صلاح بادي هو أحد أبناء مصراته.وقالت ذات المصادر إن سيطرة حكومة الوفاق على مقرات الحكومة مسألة وقت فقط، خاصة وأن معظم الكتائب العسكرية والأمنية تدعم حكومة الوفاق بقيادة السراج، وأنه في حالة فشل المفاوضات قد تلجأ إلى حسم الأمر عسكريا، والقيام بانقلاب عسكري يتم خلاله اعتقال خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ، ونوري بوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني.وإزاء هذه الضغوط قررت حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل تسليم السلطة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) ما قد يسهل عملية تسليم السلطة بشكل سلمي وتدريجي ودون إراقة دماء، فقد نقلت وكالة أنباء التضامن في طرابلس عن المكتب الإعلامي لحكومة الغويل أن حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل أعلنت عن قرارها تسليم السلطة للمؤتمر الوطني العام مساء اليوم الخميس.حراس الموانئ النفطية يعلنون الولاء للسراجوأحد التحولات الإيجابية التي تلت مباشرة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني نشاطه من العاصمة طرابلس، إعلان حرس المنشآت النفطية (وسط ليبيا) دعمه لحكومة الوفاق، ما سيساعد في رفع إنتاج النفط من نحو 350 ألف برميل يوميا إلى 800 ألف يوميا.ومعروف عن حرس المنشآت النفطية بقيادة ابراهيم جضران سيطرتهم على الموانئ النفطية في خليج سرت، والتي تتولى عملية تصدير نحو 60 في المئة من النفط الليبي إلى الخارج، وسبق لها عدة مرات أن منعت تصدير النفط، سواء في عهد حكومة علي زيدان، أو بعد الانقسام وإعلان ولائها لعملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر، ثم تحالفها مع كتائب مصراته ضد هجمات داعش، واليوم تعلن تأييدها لحكومة الوفاق بقيادة السراج.كما أعلنت مؤسسات المجتمع المدني لمنطقة ورشفانة (جنوب غربي طرابلس) المحسوبة على نظام القذافي دعمها لحكومة الوفاق واعتبرت وصولها إلى طرابلس خطوة هامة، وفرصة فريدة نحو إقامة حكومة فعالة من الوفاق الوطني للمّ الشمل والمصالحة الوطنية والانتقال بالجميع إلى مجتمع جديد قائم على الوئام والتفاهم والعفو، وعودة المهجّرين والنازحين، وإحلال السلام والأمن للشعب الليبي على أساس الاتفاق السياسي.المفتي الغرياني يشترط خمسة بنود على حكومة الوفاقورغم التأييد الكبير الذي حظي به المجلس الرئاسي من مختلف الكتائب والمدن وحتى الأحزاب السياسية الإسلامية والعلمانية، إلا أن مفتي الديار الليبية، الصادق الغرياني، عارض المجلس الرئاسي واشترط تعديل الاتفاق السياسي الليبي، خاصة الفقرات والمواد التي تختص بـطريقة تفسير مسوَّدة الاتفاق، وتعريف الإرهاب، وقيام المؤسسة العسكرية بالترتيبات الأمنية، والدور الاستشاري لمجلس الدولة دون أن يكون شريكًا لمجلس النواب في التشريع، ومرجعية القوانين الدولية، رافضا أن يكون لحفتر أي دور في الترتيبات الأمنية.دوليا، أعلن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، باولو جينتيلوني، عن إرسال معونات غذائية وطبية طارئة لصالح الشعب الليبي، على أن تقوم “حكومة الوفاق الوطني” بتوزيعها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه جينتيلوني مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية، المكلف فايز السراج، وفق بيان صادر عن الخارجية الإيطالية.وأضاف البيان أن السراج، تحدث خلال الاتصال حول الوضع في العاصمة طرابلس، مؤكدًا “عدم وقوع اشتباكات في الوقت الراهن فيها، مع استمرار التوتر مخيماً بصورة عامة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات