هل الإسلام يحمي الفوضى؟ ويرى الضائقين بها خارجين عليه؟ فإذا كانت مجتمعات الغرب قد وضعت قوانين وتقاليد تنظم مسيرة المال في المجتمع فَلِمَ لا نقتبسها؟ والاقتباس كما قلنا آنفًا لا يُقبَل بتاتًا إذا خالف نصًّا في كتاب أو سُنّة.ومن التحديات الثقافية الحملة على موقف الإسلام من المرأة، واتهامه باحتقار الأنوثة وانتقاص حقوقها! والواقع أنّنا أعنّا على استمرار هذه الحملة، بل على نجاحها في بعض الأحيان.فلدينا علماء يختارون في معاملة النّساء أعسر الفتاوى وأردأ الأقوال، وتتملّكهم حُمّى إذا ذُكرت للمرأة حقوق، أو مُحِيت بعض التقاليد الّتي تحرجها..ومعرفة هؤلاء بالإسلام ضَحلة أو مشوّهة أو مكذوبة. ومع ذلك فقد استطاعوا من قرون ألاّ تذهب المرأة إلى مسجد أو مدرسة! وحكموا ألاّ ترى أحدًا ولا يراها أحد، ورأوا أن تُورَث ولا تَرث، وأن يختارها مَن يريد زوجةً له ولا تختار هي أحدًا..وبعد الهزائم الشّاملة الّتي أصابت العالم الإسلامي أجمع في كلّ ميدان، شرع أولو الألباب يعودون بأمّتهم رويدًا رويدًا إلى تعاليم الإسلام في عهده الأوّل، وهي تعاليم عادلة وفاضلة، غير أنّ الجهل المستشري يضع أمامها عوائق كثيرة.وكما وجد من يحارب الشّورى ودساتيرها الدّقيقة وُجد من يرى النّقاب الركن السّادس في الإسلام، ومع هذا النّقاب المضروب تنكمش إنسانية المرأة وتذوي قدراتها الأدبية ونشاطها الّذي قرّره الإسلام من قديم..وكأنّي أسمع مَن يقول: تريد انحلال الغرب، وضياع شرفه؟ وهذا افتراء فإنّ الغرب مُوغِل في الآثام الّتي يأباها كلّ عاقل..والانحراف المأخوذ على الغرب ليس أسوأ من الانحراف الّذي ينشدونه هم. إنّ الغرب يميل عن الصّراط المستقيم ثلاثين درجة إلى اليسار، وهم يميلون عنه ثلاثين درجة إلى اليمين والعوج الواقع لا يخففه أن يكون هنا وهنا، إنّه بُعدٌ عن هدايات الله على أية حال.ولكي ألقي كلّ تحدٍّ ثقافي وأنا راسخ القدم، أحبّ أن أعرف ديني من مصادره السّماوية لا من تقاليد الأجناس المختلفة، وأن أفرّق بين اليقينيات والظنّيات، وأن أدرس التّاريخ الفقهي والسياسي دراسة اعتبار واستفادة تحميني من التورّط فيما تَوَرَّط فيه قوم آخرون.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات