"الحكاية ذاكرة الشعب والأمة"

+ -

 يتحدث ابن مدينة سيدي بلعباس الحكواتي صديق ماحي، في هذا الحوار القصير مع “الخبر”، عن واقع فن “الحكي” في الجزائر وأهميته، ويسرد تجربته في الحفاظ على هذا الفن الراقي الذي يحمل ذاكرة الجزائر، فصديق ماحي نشط حصتين إذاعتين بمرسيليا الفرنسية: الأولى براديو “غزال” تحمل عنوان “واش قالت ناس زمان”، والثانية براديو “سولاي” ببرنامج “حكاية لآية” الذي قال إنه يشبه فكرة “ألف ليلة وليلة”، كما نشرت أعماله الثلاثة السابقة “حجرة القمرة “، “بنادم لي كان يشوف الليل” و “مراية الما” التي تقاسم تأليفها مع الكاتب الفرنسي دانييل لودوك.تشتكي تهميش وزارة الثقافة لهذا الفن، لماذا في رأيك؟ شخصيا لست بحاجة إلى دعم، لكن هذا التهميش يؤلمني عندما أراقب نظراتهم لفن الحكي، بنظرة فلكلورية تهريجية، أو باعتباره فنا قاصرا، رغم أن الجزائر كانت السباقة إلى التوقيع على اتفاقية اليونسكو لحماية التراث المادي واللامادي. أنا لا أشتكي من هم، أنا أنبه فقط إلى هذا الفن الذي يعتبر ذاكرة الشعب والأمة.لماذا تحكي؟ ماذا يمثل هذا الفن لتاريخ وهوية الشعب الجزائري؟ هو تطور من جيل كبر في مسرح الهواة من سنوات السبعينيات حتى تسعينيات القرن الماضي، حين كانت الجزائر تعاني كثيرا ولم يكن هناك فضاء كبير للتعبير عن الفن.في هذه المرحلة قررت أن أضع كل رصيدي الثقافي وتجربتي في المسرح الذي ورثته عن والدتي والمشايخ، وهو يعبر عن المجتمع الجزائري.في تلك المرحلة بدأت الحلقات والقصص، ولم أكن أتوقع المواصلة في هذا النشاط بشكل متكرر من خلال العمل على الذاكرة، وذلك بلقاء الأطفال في المدارس والمستشفيات، حتى وجدت نفسي في حركة تحمي التراث الشعبي.كيف يمكن تطوير فن الحكي ليواكب العولمة؟ هذا الفن ولد مع البشرية، عندما خلق الله الإنسان بدأت الحكاية والرواية، وهذه قرون من الزمن، ولكن تختلف الطرق لأسباب مختلفة، التاريخ لا يذكر أسماء الرواة، ولكن القصة و “الحدوته” مستمرة وتكبر وتعيش عبر الزمن، التاريخ في الجزائر لم يرتح أبدا، دائما في حروب وتفاعل، وهذا يمثل حضنا كبيرا لفن الحكي بمساعدة الزوايا والعائلات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات