لو كنت وزيرا للإعلام يمارس الإعلام العمومي، وليس الإعلام الحكومي، لقمت بعملية نقل مباشر لوقائع ما جرى في زرالدة وما جرى في القاعة البيضوية.. وتركت الشعب يحكم أي الطرفين أحق بحكم الجزائر! لكن الحاصل أن الإعلام عندنا، بعامه وخاصه، مصادر بقوى الرداءة والفساد، فلا يقوم إلا بنقل الصور المشوهة للحقيقة.نعم نقولها مع كريم طابو وجيلالي سفيان وغيرهما، ممن كان تدخله في ندوة زرالدة غاية في الفهم الدقيق لما يحدث في الوطن من مخاطر داخلية وخارجية. فمثلما يقول المثل القبائلي الرائع: “لو كان البرنوس يصنع من شعر الأسد أو النمر وليس من صوف الخروف أو البعير.. لاستحال على الناس لبس البرنوس”!نعم، لو كانت السياسة عندنا تمارس من طرف الرجال، لما مارسها أمثال من اجتمعوا في القاعة البيضوية، ومارسوا السياسة بما يشبه عرس “البايرات”، يرقص فيه كل من هب ودب.والسؤال المحيّر فعلا: هل الرئيس بوتفليقة على علم بمستوى ما حدث في القاعة البيضوية، ويصله بأمانة أيضا ما قيل في زرالدة، ومع ذلك يختار جماعة القاعة البيضوية (على بؤسهم)، ولا ينفتح على جماعة زرالدة، وهي تطرح مثل هذا الطرح العالي أداء، في عمومه وعمقه، خاصة من طرف السياسيين الشباب الجدد، أمثال طابو وجيلالي سفيان وغيرهما.. ماذا يحمل الرئيس ضد هؤلاء حتى لا يستمع إليهم أو يتفتح عليهم، ويبقى أسيرا في السياسة لأمثال سعداني وغول وأويحيى وغيرهم؟! لسنا ندري!لاحظوا أن جماعة زرالدة اجتمعت تحت قبة تسمى قبة البناء! في حين اجتمع جماعة “الكوبول” تحت قبة تشبه “البيضة المارجة”! وفي ذلك دلالة على محتوى كل اجتماع.كان على الرئيس بوتفليقة أن يرفض أن يؤيده أمثال هؤلاء الذين يجتمعون في القاعة البيضوية، والحال أن جماعة زرالدة كركرتهم إلى مثل هذا الاجتماع، فلو كانت جماعة سعداني عندها شيء من الكرامة، لما اختارت الحديث باسم الرئيس في هذا اليوم ٣٠/٠٣/٢٠١٦، بهدف التشويش على اجتماع زرالدة، والمصيبة أنها تمارس السياسة باسم الرئيس وباسم الحكم!لقد كان اجتماع القاعة البيضوية عبارة عن فوضى عارمة تعكس الفوضى التي تسير بها مؤسسات البلاد، في ظل هذه النماذج الحزبية التي تحكم البلاد، وكانت الكلمات عبارة عن تمجيد أصنام لصنم.. وعلى الرئيس والجيش وكل الخيّرين في البلاد أن يستخلصوا العبرة والدرس من هذا الذي يحدث باسم السياسة في البلاد.. فاجتماع القاعة البيضوية يدل على أن الجبهة الداخلية مهلهلة، وأن الجيش ظهره في الداخل غير مؤمّن كما يجب[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات