الأنظمة العربية "خانت" القضية الفلسطينية

38serv

+ -

تمر اليوم الذكرى الـ40 ليوم الأرض الفلسطيني، في زخم الأحداث الدامية والتشتت العربي، ووضع جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية في مرتبة متأخرة في أجندة اهتماماتها. رغم ذلك، لم يتعب الشباب الفلسطيني المبدع في رحلة الدفاع عن قضيته، ولم يرفع راية الاستسلام، إذ يمضي العشرات من أمثال المخرج الفلسطيني الشاب نضال بدراني وصديقه المنتج بلال الوافي نحو إنتاج أفلام تحكي قصة الأرض وحكاية الوطن المغتصب. يتحدث ضيفا الجزائر اللذان يزوران العاصمة وقسنطينة لأول مرة بدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لعرض فيلم “30 أذار” بمناسبة الذكرى الأربعين ليوم الأرض، عن تجربتهما السينمائية الوثائقية التي نقلت حكاية الأرض وكيف يقاوم عرب 48 الاحتلال الصهيوني، بالفن والإبداع، وبالإصرار على البقاء رغم كل الإغراءات، ورغم الضغوط، فحكاية الأرض الفلسطينية التي بلغت من العمر أربعين عاما هذه السنة لا تزال في قلب الشعب الفلسطيني أجيالا وراء أجيال. وقال مخرج الفيلم نضال بدارني الذي زار مقر صحيفة “الخبر” رفقة المنتج بلال الوافي، إن: “فكرة فيلم “30 أذار” انطلقت من مبدأ الوفاء لمن صنع يوم الأرض، وبحث عن الإنسان الذي عاش في الظل لسنوات طويلة منذ سنة 1976”.أنتج “30 آذار”، عام 2013، من طرف شركة المنتشر، وبدعم من مؤسسة محمود درويش الثقافية، ويسلط الضوء على مراحل التغيير اليومي الذي تعيشه فلسطين وكيف يقاوم الفلسطيني خطط الكيان الصهيوني لمصادرة الأراضي الفلسطينية. وقال المخرج نضال بدراني: “إن فكرة إنتاج الأفلام ركزت على أن تأخذ طريقا مستقلا بعيدا عن الدعم المشبوه الذي تقدمه بعض المؤسسات، ففيلم “30 آذار” هو شهادة تاريخية ليوم الأرض”، ويؤكد المخرج على أن الثقافة يجب أن تكون مستقلة “لا أحد يملي شروطه عليها”.فهذه الحرب اليومية، حسب المنتج بلال الوافي: “بحاجة إلى التوثيق الدائم لبناء تاريخ يدعم تحرر فلسطين بالكامل”، وأضاف: “إن هاجس تخليد يوم انتفاضة الجماهير الفلسطينية سنة 1976 ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، الذي قام بمصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية من أجل تهويدها وإقصاء شعبنا الفلسطيني، لا يزال يسكن في نفس كل فنان فلسطيني يستيقظ كل يوم على رغبة صناعة عمل سينمائي أو مسرحية تحكي قضية أجداده، وأرضه ولغته، وتفضح بشاعة الكيان الإسرائيلي المزعوم وتكشف مزاعمه”، وقال: “هنا ينظر سكان عرب 48 إلى الثورة الجزائرية كنموذج قادر على مواجهة سياسة إسرائيل، فمحاولات الكيان الإسرائيلي لا تتوقف بغية استقطاب كل السكان، خصوصا الفنانين والسينمائيين، لترويضهم وإغرائهم”.وبحسب المخرج نضال بدراني، فإن الفنان الفلسطيني قام ببناء “خطوط حمراء” للممانعة ورفض الإغراءات المتعددة التي تقدمها إسرائيل، حيث يكون التحدي الأكبر هو مواجهة الإغراءات المادية، وإسرائيل تستغل كل فرصة لجذب الفنان إلى خطها، مستفيدة من حالة العالم العربي الراهن الذي بات مناخا مناسبا للكيان الصهيوني اليوم للسيطرة بشكل أكبر.ويقول المنتج بلال وافي: “إن مفهوم التطبيع قد تغيّر في ظل هذه الظروف الحالية، فالعالم العربي جزئان؛ شعوب رافضة للتطبيع بالفطرة وأنظمة “خانت القضية الفلسطينية”. أما بالنسبة لمن يعيش تحت الاحتلال، فهم يتعايشون مع ظروف الاحتلال ويميزون بين التعامل مع الكيان الصهيوني، كالضرائب والمدارس، وبين مشاركة إسرائيل بطريقة تسيء إلى الهوية وتخلط أوراق القضية. فعلى سبيل المثال، يعتبر الفلسطينيون مهرجان حيفاء السينمائي الإسرائيلي خطا أحمر مرفوض المشاركة فيه لسياسته وأهدافه المالية”، مضيفا أن “المشاركة العربية تبقى قليلة جدا في المهرجانات الإسرائيلية، ولا تشكّل السواد الأعظم ويقود عرب 48 حمالات ضد كل زيارات الفنانين والأدباء العرب إلى إسرائيل التي تضرب بالقضية الفلسطينية في العمق”.وأكد المتحدث ذاته أن الفلسطينيين من سكان حيفا والمدن المحتلة، حافظوا على اللغة العربية منذ 70 عاما، رغم أنهم يتعاملون كل يوم مع مؤسسات الكيان الصهيوني، إلا أنهم مشغولون بهويتهم وتاريخهم وحقهم في التحرر. للعلم، سيعرض الفيلم غدا في قسنطينة، ويعقبه عرض يوم السبت في الجزائر العاصمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات