"نرفض إقحامنا في خلافات جاب الله مع السلطة"

+ -

انتقد المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية الذي يرأسه جمال غول، تصريحات رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي اتهم فيها الأئمة الذين دعوا لأفراد الجيش الوطني الشعبي بـ”الجهل”، رافضا استغلال الأئمة لتصفية خلافاته السياسية مع السلطات.أوضح غول، في تصريح لـ”الخبر”، أن “قول جاب الله إن الأئمة جاهلون، فليقل لنا أين يصلي الجمعة أم أنه أفتى بإسقاط الجمعة، وإذا كان يصلي وراء جاهل فهذه مصيبة أكبر”.وأضاف غول مدافعا عن الأئمة الجزائريين: “أئمتنا يتمتعون بكفاءة عالية ويتفوقون على نظرائهم في العديد من بلدان العالم، وما قاموا به لا يخرج عن نطاق الانخراط فيما يعود بالنفع على البلاد والعباد في مسائل وطنية كبيرة، فهو من صميم عملهم”.وتابع ذات المسؤول النقابي منتقدا جاب الله: “إذا كان سياسيا يختلف مع جهات ومستويات معينة (يقصد السلطة) فلا ينبغي عليه أن يتحامل على الأئمة الذين ثمنوا مجهودات الجيش، حيث لا نرى في ذلك ما يجعله يصفهم بالجهل، أم أن سيادته يشك في هذه المجهودات الهادفة لتحصين البلاد وحمايتها !!”وفي ذات السياق، دافع غول عن دور المسجد قائلا إنه “من المؤسسات الفاعلة للدولة، تقوم بدورها المنوط بها في تحصين المجتمع، أما إذا اعترض (جاب الله) على الدعاء لولي العهد فنقول إن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا الله ليهدي أبا جهل وهو كافر، فكيف إذا تعلق برجل مسلم !؟”. في خضم هذا الجدل، دعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أئمة المساجد إلى اجتناب التحزب أو تسييس المسجد، والحفاظ على استقلاليته بصفة كاملة. وقال رئيس الجمعية، الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، في تصريح لـ”الخبر”، معلقا على مبادرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بدعوة أئمة المساجد عبر الوطن إلى تخصيص خطبتي صلاة الجمعة الماضية “للدعاء لولي الأمر وللجيش الوطني الشعبي” في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تحيط بالبلاد، إن “إمام المسجد مسؤول أمام الله في مسجده، وهو يؤم المسلمين في الواجبات، ودفاعه عن قضايا الأمة واحدة من مهامه، شريطة أن يكون ذلك ضمن قناعته واستقلاليته وليس رضوخا لإملاءات أو ضغط من أي جهة”.وردا على سؤال حول ما إذا كانت مبادرة وزارة الشؤون الدينية مقبولة من الناحية الدينية، أجاب الدكتور ڤسوم أنه “ليس تحت الضغط يمارس الإمام مهامه، بل الأصل في هذا الأمر هو أن يؤدي مهامه من تلقاء نفسه وعن قناعة، لا مدفوعا دفعا أو بإلزامه بأي مهمة لا يقتنع بها”.في ذات الاتجاه، دعا ذات المتحدث الجهات الوصية والسلطات العمومية إلى “العمل من أجل تجنيب المسجد التسييس والإمام التحزيب”، مستثنيا “ضرورة اهتمام الإمام بشؤون المسلمين وأوضاع البلد والدفاع عن القضايا الوطنية وضرورات الإصلاح والتصحيح، إذ لا شيء في ذلك، كما لا نرى أي مانع من أن يكون الإمام ذا انتماء لأي جهة سياسية، لكننا نرفض رفضا قاطعا تحزبه”.كما يؤكد ڤسوم، في اتصال مع “الخبر”، أن “تسييس المسجد غير مقبول، لاسيما وأن الدولة عملت من قبل لصالح هذا الأمر، فالمساجد لله تعالى الذي يأمرنا بأن لا ندعو فيها أحدا غيره”.ومعقبا على تصريحات رئيس حزب العدالة والتنمية، أوضح ڤسوم أن “ما نسب إلى الشيخ جاب الله يلزمه هو، إنه رجل مسؤول وعاقل وعالم ويعي جيدا ما يقول”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات