“أنوي الحج بإذن الله بعد التقاعد مباشرة من عملي”. هي أولى العبارات التي قالتها السيدة “سليمة سايل” صاحبة 51 عاما أم لأﻷربعة أبناء، موظفة منذ 27 عاما بمركز بريد الجزائر بمدينة بريكة في باتنة، نالت جائزة أحسن وأول موظفة على مستوى الشرق الجزائري، شهر أكتوبر الفارط.بابتسامتها المعهودة في استقبال الزبائن، تمكنت سليمة بصعوبة في التوفيق بين العمل وتربية اﻷطفال، بعد أن انفصلت عن زوجها سنة 2004، والتي تفخر أنها أم ﻷلأربعة أطفال أحدهم إطار في الجيش وجامعيتان وطفل في سنته الرابعة متوسط أو كما تحبّذ تسميته بعنقودها الصغير.تذكر خلال رحلة كفاحها في العمل، أنها واجهت المر والحلو وتعاملت مع مختلف الشرائح الاجتماعية وحتى المنحرفين منهم، من السكارى واللصوص، أين كانت توجّه لهم البسمة وتصمت في كثير من الأحيان، غير أنها لم تنفي أن لها شخصية قوية معروفة بها وأنها تتعامل مع كل زبون حسب طريقته، كون أغلبهم يستضعفونها كونها امرأة. لذا، فإن معاملتها لهم بشخصية قوية ممزوجة بحسن المعاملة ساهمت في الاحترام الكبير الذي يكنّه لها الزبائن. تقول محدثتنا، إن العمل أيام زمان، حسب تعبيرها، له حلاوة خاصة كون زملاءها في تلك السنوات وأثناء عملهم يشعرون أنهم في جو عائلي، عكس الآن، أين تغيّر الوضع، وفي ختام كلامها ناشدت الجهات الوصية على القطاع، التدخل من أجل إعادة الاعتبار له وتهيئته ﻷلأنه يشهد نقائص بالجملة، خاصة وأن المدينة تحوي 170 ألف نسمة، وأصبح المكتب لا يفي بمتطلباتهم، لذا بات تسجيل مكتب جديد يستوعب هذا التزايد المستمر في زبائن البريد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات