38serv

+ -

يدعو القرآن إلى علم التّاريخ والاجتماع، قال الله تعالى: “أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمّروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” الرّوم:9.. تشير هذه الآية إلى أنّه لم يكتف الإسلام بحثّ المسلم على النّظر فيما هو أمامهم من الكائنات، بل دفعه إلى البحث فيما كانت عليه الأمم السّالفة من قوّة السلطان واتّساع العمران، ثمّ ما آلت إليه بعد اتّباع الشّهوات وتجاهل البيّنات من هلاك ودمار.. أترى أنّ قومًا أتت إليهم هذه التّعاليم يهملون السياحات العلمية للتعرّف في أسباب تكوّن الأمم وانحلالها ورقيها وانحطاطها وعمرانها وخرابها؟ فلا يؤدّي هذا التعرّف كلّه إلى علمي التّاريخ والاجتماع بكلّ ما يشملان عليه من بحوث؟ بلى! ماذا أصاب أمّتنا؟ وهل نحن حقًّا خلفًا لأولئك الّذين انتشروا في الأرض يبلّغون الأمم دعوة الإسلام ويقتبسون ما صادفوه من العلوم والصناعات الّتي لديها وأخذوا يتدارسونها ويتقنونها؟ هؤلاء هم أسلافنا، نعم، ولكن شتّان بين ما يشغلنا وما كان يشغلهم.. فبينما نحن في ذيل الحضارة الغربية نقتات ممّا تلفظه من نفايات، كان أجدادنا يستولون في البلدان الّتي افتتحوها على أمّهات المصادر العلمية ويستأجرون العارفين بلغتها لكي يترجموها ترجمة حرفية ويغدقون على أولئك التراجمة من المال ما يغريهم على الاجتهاد.. فأين تذهب أموالنا؟ أفي البحث العلمي أم في ما ضرّه أكثر من نفعه؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات