هل تريدون معرفة لماذا الجزائر لم تستقر أمنيا منذ 25 سنة.. ولم تتطور اقتصاديا رغم إنفاق 800 مليار دولار في ظرف 15 سنة؟! السبب هو الآتي:أولا: الجزائر تصرف ما يزيد عن 14 مليار دولار في العام لصون أمنها، وتصرف ذلك على مختلف أسلاك الأمن في سبيل استتاب الأمن، ولكنه لم يستتب بعد. واحتاج الأمن لكي يستتب إلى تنظيم حملة ابتهالات وتضرع ودعاء لخالق السماوات أن يمنّ على الجزائر والجزائريين بالأمن والأمان! وزاد الأئمة في دعائهم للجيش والأمن، فدعوا لخادم الحرمين.. ودعوا بفيضان النيل.. ودعوا للسلطان الأعظم صاحب الصدر الأعظم!المصيبة أن وزير الدين الحالي أفسد صلاة الجمعة للجزائريين عبر دعوة الأئمة إلى الدعاء للذين لا يحتاجون إلى الدعاء لأداء مهامهم! تماما مثلما فعل سابقة حين أبطل صلاة الناس عبر حمل الأئمة على القول للناس المصلين: “من لم ينتخب.. فصلاته باطلة”!ثانيا: الفلاحة عندنا أيضا مثل الأمن، ارتبطت أمورها بالسماء من خلال صلاة الاستسقاء، وكلنا نتذكر أن السلطة أفسدت علاقة الشعب الجزائري بالسماء.. فلم تعد السماء تستجيب لدعاء (المنافقين) في صلاة الاستسقاء، لأنهم يصلون لوجه الحكومة وبناء على توجهات الحكومة، ولذلك لم يحضر المواطنون هذه الصلاة ولم ينزل المطر إلا عندما انقطع هؤلاء عن نقرة الصلاة.. فنزل المطر مدرارا؟!ثالثا: حتى الصحة أصبحت تمارس بالرقية والدروشة وعلم “الضمياطي” والمداواة بعقار مخ الفأر الذي يشفي في الحين كل الأمراض للصغار والكبار! عندنا في الجزائر 100 ألف طبيب وبروفيسور.. ولكن الرئيس يعالج في الخارج، مثلما يعالج كل الإطارات والوزراء! والسبب أن الصحة ما تزال تسير بعلم “الضمياطي”؟!رابعا: الإعلام هو الآخر يمارس بمهنية إشهارية عالية، تعتمد على نظرية “نكح وذبح” في الإعلام الموروثة عن نظرية “حك واربح”.. والمدعمة مؤخرا بخبرات التبهليل الإعلامي مع حركات “هزان” البطن والأرداف! و«شوية شانطاج” للفساد والمفسدين! حتى باتت الناس تسمع أغاني خالدة في هذا المجال مثل: يا شكيب يا حبيب.. إشكب أموال سوناطرك وحوّلها لتل أبيب!خامسا: في السياسة.. لويزة حنون رفضت أن تلتحق بحزبها كل من خليدة تومي وزهرة بيطاطا، والسبب كما تقول حنون “حماية لهما!”.. ولسنا ندري ممن هذه الحماية: هل من حنون.. أم من حزب حنون.. أم من السلطة؟!بعضهم قال إن حنون رفضتهما تطبيقا للدستور الذي يمنع التجوال السياسي، خاصة وأن هذه المادة وضعت في الدستور بناء على طلب من لويزة حنون.. إنه دستور حنون وبوتفليقة وأويحيى وسعداني، الذي يمنع الناس حتى من تغيير قناعاتهم السياسية! هذا لا يحدث إلا في الجزائر التي يضع لها الدستور أناس لم يضعوا أرجلهم في الجامعة ونحن في القرن الـ21!والحمد لله أن المرحوم فرحات عباس الذي غيّر قناعته من الاندماج في الأربعينيات إلى الاستقلال في الخمسينيات والتحق بالأفالان! فلو أدركه دستور حنون وبوتفليقة وأويحيى، لأجبر على البقاء في قناعة الاندماج ومنع من التجوال السياسي!إنه البؤس بعينه أن يدّعي هؤلاء أنهم يمارسون السياسة والحرية ويقودون شعبا دفع عشر سكانه كي يكون حرا.. ليأتي هؤلاء فيصادرون حريته بمثل هذا الدستور؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات