العلم الجزائري الوحيد الذي يرفعه الفلسطينيون في انتفاضتهم الأخيرة

38serv

+ -

وجد الفلسطينيون في الجزائر الدولة الأقرب إلى قلوبهم فانتقلوا بها هذه المرة إلى ميدان المواجهة مع قوات الاحتلال وسط مشهد عشرات المتظاهرين الفلسطينيين في انتفاضة القدس ممن حملوا الحجارة، ووقفوا في وجه جنود الاحتلال، حضر علم الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد على أرض فلسطين التي يسقط فيها عشرات الشهداء كل يوم على يد الاحتلال الإسرائيلي.

من المألوف أن يرفع علم فلسطين في شوارع عربية، لكن لماذا رفع أهل فلسطين علم الجزائر عاليًا، “الخبر” حاولت إبراز الأسباب الخاصة التي جعلت من علم الجزائر الوحيد الذي يرفرف في الانتفاضة الفلسطينية، وفي طرقات فلسطين وحتى في أعماق البحار.العلم الجزائري حاضر دائما في المواجهات مع الإسرائيليينمحمد اليازوري، حب الجزائر في قلبه قصة يرويها وهو الذي ولد فيها وقضى أكثر من عشرين سنة فيها، فيقول: “عندما أرى العلم الجزائري في نقاط الاحتكاك مع العدو يخفق قلبي من حبي لها نتيجة الترابط القوي بين الشعبين الجزائري والفلسطيني”.وأكد أن الشعبين الجزائري والفلسطيني يربطهما ترابط في الدم والثقافة والمقاومة، وعندما يرفرف العلم الجزائري دليل على أن الجزائر دائما موجودة وحاضرة في المواجهات مع الاحتلال وموجودة معنا في القضية الفلسطينية.تقول الطالبة هالة ذيب: “لأنهم يحترمون حقنا في الحياة والكفاح في سبيل استعادة حقنا المسلوب، ويعرف جيدا معنى شعب ثاني يساند ويدعم ويناصر ويقدر مدى هذا الإحساس”. وتابعت الطالبة الجامعية “حتى الجزائريين كانوا يقولون ليت حدودنا مع حدود فلسطين، نقول لهم اليوم أنتم في الميدان، علمكم نرفعه ليقاتل”.وانتقلت “الخبر” إلى تجمع للشباب الفلسطيني في نقطة مواجهات شرق النصيرات، حيث رفع العلم الجزائري في المواجهات الدائرة هناك، وسألت بعض الشبان فقال محمد الجزائري الذي أحب أن يسمى نفسه بهذا الاسم: “لأن الجزائري يعلم ما معنى الاحتلال والقصف والتدمير، فهو شعب احتلته فرنسا في عام 1830 حتى استقل في 1962، ما يعادل قرن وثلاثة عقود، بمعنى آخر هو شعب ذاق ويلات الاحتلال والحروب مثلنا، وما حصل معنا يتكرر معهم”. وشدد الثوار في نقطة المواجهة أن رفع العلم الجزائري “دليل قاطع على مبادئ الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي الاستيطاني الذي هزم شر هزيمة وهو ما سيكون عليه مصير الصهيونية”. وكما التقت “الخبر” في المكان مراسل خدمات لوجستية للثوار الفلسطينيين على الحدود مع غزة، يحمل لهم الحجارة والمياه، أشار لي بيده وهو يمسك قوارير مياه “تسألني عن هذا الحب الذي نكنه في قلوبنا لبعضنا البعض، إنه من أساسيات الحياة كمن يُسأل عن سبب شربه للماء”!. وتجاوز حب الفلسطينيين الجزائر رفع أعلامها في الضفة الغربية وقطاع غزة والمسجد الأقصى، إلى شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنت، حيث تم إنشاء صفحات تعبر عن حب الفلسطينيين بلدا عانى من الاحتلال الفرنسي، ويرونه الأقدر على ملامسة معاناتهم.ويرى نشطاء فلسطينيون في رفع العلم الجزائري محاولة لرد جزء من الجميل لبلد وقفت قيادته السياسية وشعبه إلى جانب الفلسطينيين في أشد المحن، مشيرين إلى أن أغلب المُتصلين في البرامج المفتوحة على الفضائيات الفلسطينية خلال المواجهات الحالية مع الاحتلال من الجزائر.مقدسي يوصي بتلحيفه بعلم الجزائر قبل استشهادهوقالت الصحفية إكرام أشرف من غزة: “إن الشبان كانوا يتسابقون في الفعاليات الجماهيرية لالتقاط الصور مع العلم الجزائري، مستشهدةً بما حدث معها أثناء تغطيتها مسيرة لتشييع عدد من شهداء في غزة والخليل ورام الله ارتقوا برصاص الاحتلال. من جهته، يقول الشاب المقدسي أحمد الرجبي المولع بالجزائر إنه “بدأ حبه للجزائر منذ سبع سنوات بشكل جنوني”، مشيرا إلى أن ذلك جاء ردّ فعل على تعلق الجزائريين الشديد بفلسطين والفلسطينيين”. ويتابع “قبل يومين، شيعت جنازة أحد شهداء الانتفاضة في القدس ملحفا بعلم الجزائر تنفيذًا لوصيته”.ويقول الكاتب الفلسطيني صالح علي: “يرتفع عَلم الجزائر في فلسطين كما لا يرتفع علم في الجزائر، ماعدا علم الجزائر، إلا عَلم فلسطين، ويغني شباب الانتفاضة للجزائر كما لا يفعلون لأي بلد عربي أو إسلامي آخر”. ويضيف “الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لم يلوّح بفيتو ضد أي مناضل فلسطيني مهما كان لونه الإيديولوجي”. وتدعم الجزائر سنويا موازنة السلطة الفلسطينية، وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن نحو ثلث المساعدات الجزائرية للخارج خلال العقد الأول من القرن الحالي، ويقدر بنحو 730 مليون دولار، كان موجها للسلطة الفلسطينية، بينما تشير معطيات وزارة المالية الفلسطينية إلى تلقي نحو 183 مليون دولار من الجزائر في الأعوام الخمسة الأخيرة.وفي غزة قال مسؤولون فلسطينيون في العمل الخيري إن: “نسبة المساعدات الجزائرية المقدمة إلى سكان قطاع غزة وصلت إلى 90% من مجموع المساعدات الإغاثية التي تصل إلى الجمعيات الفلسطينية بالقطاع، حيث نفذت في الفترة الأخيرة هذه الجمعيات مشاريع تنموية وطرود غذائية على أسر فلسطينية معوزة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات