+ -

واصل تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بداعش، ضرباته شرقا وغربا. فبعد تفجيرات بروكسل التي أوقعت أكثر من 30 قتيلا، ونحو 270 جريح، وقبلها تفجير انتحاري في شارع الاستقلال المكتظ بالسياح والمارة، أدى إلى مقتل وجرح 40 شخصا، ها هو تنظيم الدولة يوقّع 30 قتيلا وجريحا، أمس السبت، في قاعدة عسكرية بمحافظة الأنبار غربي العراق، وقبلها بأقل من 24 ساعة، فجر انتحاري داعشي نفسه وسط حشود رياضية بعد انتهاء مقابلة في كرة القدم، مخلّفا 30 قتلا ونحو 65 جريحا على الأقل. وفي اليمن، استمر حمام الدم الداعشي مخلّفا 26 قتيلا وعشرات الجرحى في ثلاثة تفجيرات لسيارات مفخخة، أول أمس الجمعة. خلّفت مذابح داعش، خلال أسبوع واحد، أزيد من 500 قتيل وجريح في كل من تركيا وبلجيكا واليمن والعراق، مستخدما في ذلك الانتحاريين المزودين بأحزمة ناسفة ومتفجرات، بالإضافة إلى استخدام السيارات المفخخة، كما حدث، أول أمس الجمعة، في عدن جنوبي اليمن. ويأتي ذلك بعد تلقي التنظيم الإرهابي عدة ضربات قوية، خلال شهر مارس الجاري، أبرزها قيام الجيش العراقي بعملية لتحرير مدينة الموصل، عاصمة تنظيم الدولة، وتقدمها في عدة مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم في العراق بدعم طائرات التحالف الدولي، بالإضافة إلى ميليشيات الحشد الشعبي.وفي سوريا، تمكنت القوات السورية مدعومة بالطيران الروسي، من دخول مشارف مدينة تدمر التاريخية والإستراتيجية في ريف حمص الشرقي، وسيطرت هذه القوات على القلعة الأثرية للمدينة وتخوض معارك شرسة مع تنظيم الدولة في قلب المدينة، وسيؤدي سقوطها في يد الجيش السوري إلى فتح الطريق نحو مدينة دير الزور ومطارها العسكري المحاصرين منذ شهور طويلة. كما أن قتل الجيش الأمريكي للرجل الثاني في تنظيم الدولة “عبد الرحمان قادولي” خلال غارة في سوريا، قد يفسر أحد أسباب الهجمات الانتحارية التي ينفذها داعش في أكثر من دولة، مع اختيار أماكن محددة بهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين والعسكريين، وتحقيق أكبر قدر من الصدى الإعلامي، فاستهداف اسطنبول جاء بالنظر إلى دور تركيا في قصف معاقل التنظيم على الحدود التركية السورية، ودعم المعارضة السورية التي تقاتل التنظيم في ريف حلب الشمال، وفتح قاعدة إنجريليك التركية أمام طائرات التحالف الدولي لقصف معاقل التنظيم الإرهابي.أما استهداف بروكسل، وخاصة تفجير المترو بالقرب من مقرات الاتحاد الأوروبي، فهو رسالة لهذا الأخير الذي يعد أحد أطراف التحالف الدولي الذي يقاتل التنظيم في العراق وسوريا. أما استهداف قاعدة عين الأسد، فبالنظر إلى وجود قوات أمريكية من المارينز والخبراء العسكريين بداخلها، وربما كان الهدف إلى إيقاع قتلى أمريكيين في هذه القاعدة، وهو ما لم يتحقق، بالرغم من الاستعانة بثمانية انتحاريين على الأقل.لكن أكبر ضربة تلقاها تنظيم الدولة “داعش”؛ فقد كانت في شمال إفريقيا عندما خسر نحو 130 رجلا ووقوع العشرات من عناصره في يد قوات الردع الخاصة الليبية وقوات الجيش التونسي، خلال مواجهات صبراتة (70 كم غربي طرابلس)، ومدينة بن قردان التونسية على الحدود مع ليبيا شهري فيفري ومارس الجاري. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات