+ -

هل تأثير المتمردين على قيادة الحزب كان له تأثير كبير استدعى مؤتمرا استثنائيا؟ لا إطلاقا. ليست قضية المتمردين أو حجمهم أو مكانتهم في الحزب، فالقواعد متشبثة بقواعد الحزب وقيادته وتوجهاته السياسية والاقتصادية. الظرف السياسي فيه تغيرات وتحديات كبيرة جدا تتطلب أن نعمق التفكير مع بعض، إذ لم يعد كافيا النقاش في اللجنة المركزية، وكان لا بد من الاحتكاك بين كل المناضلين من 48 ولاية. ما سجلته أن هذا أعلى مستوى سياسي سجلته منذ أول مؤتمر للحزب في جوان 1990. إنه تطور هائل. أما الهجمة الأخيرة فقد زادت من تقوية المناضلين في بحثهم عن الحلول والتشخيصات السياسية. من ذهبوا لا تأثير لهم حتى في ولايتي المسيلة والأغواط اللتين شلت فيهما نشاطات الحزب، انطلقت إعادة البناء مباشرة والحضور موجود في المؤتمر.كيف تنظمون مؤتمرا استثنائيا دون الحصول على رخصة من الداخلية؟ لا أبدا، فقد سبق لنا أن حولنا الندوة الوطنية في 2006 إلى مؤتمر وكان بإمكاننا حتى تحويلها إلى مؤتمر عادي. لأن في القانون الأساسي للحزب المعتمد لدى وزارة الداخلية يوجد بند ينص على إمكانية تحويل الندوة الوطنية إلى مؤتمر. ما لاحظناه أثناء التصويت على اللوائح أن الكل يصوت بنعم بنسبة مائة بالمائة. ألا يضر ذلك بصورة الحزب الديمقراطية؟ هذا غير صحيح. كان النقاش حرا ومن أراد الانتقاد انتقد ومن أراد الاقتراح اقترح. كان هناك 78 متدخلا ومن حضر واستمع يعلم ما أقول. البارحة اجتمعت لجنة، وعالجت التعديلات المدرجة على القانون الأساسي والنظام الداخلي، وتم تدقيق وتصويب وإضافة بعض المصطلحات. الجميع كان راضيا. اللوائح الأخرى لم يتم المساس بها وكانت المؤتمرات السابقة قد صادقت عليها.لماذا لم يظهر منافسون للسيدة لويزة حنون ؟ هذه مسألة سيادية بالنسبة للحزب. لا يحق لأي طرف خارجي أن يملي على المؤتمر ماذا يعمل. إذا كان من أحد في المؤتمر له طموح في الأمانة العامة، يمكنه الترشح ولكن بشرط أن يكون في القيادة الجديدة. إذا كان الجميع راضيا بأداء القيادة المنتهية ولايتها، فلماذا نلعب لعبة الديمقراطية المزيفة؟ نحن لسنا من أنصار التداول على السلطة من أجل التداول، نحن من أنصار ديمقراطية العهدة، وهي من يأتي منها حق القواعد النضالية والشعب في أن يعزل الرئيس أو المنتخب، وهذا جزء من هويتنا السياسية.حتى تتضح الصورة للجميع. يكون التصويت في حزب العمال على اللجنة المركزية بالقوائم، وإذا تشكلت أكثر من قائمة، يفصل بينها الصندوق. لكن القائمة يجب أن تكون على أساس عريضة، لتبرز التزام القائمة التي ترشحت. قد يسأل البعض لماذا قائمة؟ حتى تكون القيادة متجانسة، إذ لا يستطيع مناضل جديد غير مستوعب نهائيا كيفية اشتغال الحزب ومبادئه، يأتي ليقود الحزب ويكون الأمين العام. لا يوجد حزب يغامر بنفسه في كل العالم. وعند انتخاب اللجنة المركزية سينبثق عنها الأمين العام وتتم تزكيته من المؤتمر.هل صحيح أن الوزيرة السابقة خليدة تومي والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط ستنضمان للحزب؟ كانت خليدة تومي وبيطاط واعيتين بالرهانات من وراء الهجمة الشرسة التي استهدفت الحزب، والتي كانت حسبهما تستهدف التعددية الحزبية والإعلامية من أجل تدجين الحزب وتغيير مواقفه.. كانتا تتصلان بي يوميا وعندهما ضيق شديد. خليدة وزهرة التقيتا وفكرتا بما يمكن أن تعملا، فاقترحت زهرة الانضمام إلى حزب العمال علنا.. لما قالتا لي ذلك فرحت وقلت أفضل حمايتكما في الظرف الحالي من التحرشات.. لكن تعاطفهما والتزامهما أثرا في كثيرا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات