تختتم، اليوم، فعاليات الطبعة الأولى من برنامج “الربيع الثقافي”، بعد أسبوع من النشاطات واللقاءات الفكرية التي جمعت المثقفين والإعلام في فضاء رياض الفتح، من تنظيم النقابة الوطنية لناشري الكتب وديوان رياض الفتح، تحت رعاية وزارة الثقافة وبمشاركة صحيفة “الخبر”. وأفضت التظاهرة إلى سبع ملاحظات. كانت المفاجأة الأولى بالنسبة لتظاهرة “الربيع الثقافي” قرار الوزير عز الدين ميهوبي بأن يجعلها تظاهرة قارة، فالوزير الذي بدا عاشقا لهذا الحدث الثقافي وحضر كمثقف لمعظم الندوات والأمسيات الشعرية، مستمعتا بقصائد ضيوف الجزائر من تونس ومصر وموريتانيا، لم يتردد في “زمن التقشف” أن يفتح الأبواب لربيع ثقافي جديد، يعتقد البعض أنه جاء ليزاحم مهرجان الأدب والشباب، غير أن الربيع الثقافي يتحدى الميزانية المتواضعة التي صرفت له والتي لم تتجاوز المليار سنتيم.ناشرون يخالفون الوعد والقارئالمفاجأة أو الصدمة الحقيقية على مستوى تظاهرة “الربيع الثقافي” إخلاف معظم دور النشر بوعودها، حيث ظلت أجنحتها خالية من الكتب والمشاركة. حالة من القطيعة مع القارئ سجلتها دور النشر التي كان حضورها ومشاركتها الفعالة سيجعل من التظاهرة أكثر بهجة وأكثر فعالية، فالأجنحة التي خصصت للناشرين كانت بمثابة سحابة سوداء في “الربيع الثقافي”.فرصة هامة لمثقف المدن الداخليةتحولت خيمة ندوات “الربيع الثقافي” إلى قبلة لمثقفي المدن الداخلية ومن الصحراء الجزائرية ومن وهران ومدن الشرق الجزائري، الذين حضروا بقوة وصنعوا الحدث بمشاركتهم في النقاش أو متابعة العروض، حتى أن جولة ختام العروض المسرحية التي نظمها “الربيع الثقافي” خصصت لفرقة مسرح سوق أهراس التي قدمت عرضا مميزا لمسرحية مقتبسة من نص الروائي الراحل الطاهر وطار.حضور أكثر من 30 شاعرافي ظل غياب شعراء العاصمة، سجل شعراء المدن الداخلية حضورا قويا، حيث جمع “الربيع الثقافي” حوالي ثلاثين شاعرا جزائريا شابا قرأوا قصائدهم وناقشوا واقع الشعر في الجزائر، فاستمتع الجمهور بحضور سفراء القصيدة الجزائرية في مسابقات “أمير الشعراء”. وقد حضر الشاعر ناصر باكرية وسمية مخناش والشاعرة حلمية قطاي والشاعرة لميس سعيدي ومحمد لمين سعيدي وخالد بن صالح.صالون باريس يخطف المثقف الفرنكوفونيعدا اسمين فقط من الكتاب الفرنسيين، الكاتب الفرنسي إيمانويل بونسار، وهو مدير المركز الدولي للشعر بمرسيليا، والكاتب جان شارل دوبول، المتخصص في تلقي الشعر العربي في فرنسا، فقد خلت تظاهرة “الربيع الثقافي” من حضور كبير للمثقف الأجنبي أو الجزائري الفرنكوفوني رغم برمجة بعضهم لمناقشة المشهد الثقافي والفني في الجزائر، على غرار أحمد بجاوي الذي غاب عن ندوة السينما، كما غاب العديد من كتاب الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية وذلك لارتباطهم بمنابر النقاش التي نظمت في إطار مشاركة الجزائر وتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” كضيف شرف صالون باريس الدولي للكتاب. كما تميزت التظاهرة بفتح المجال أمام المهتمين بالأدب الأمازيغي للتعبير عن آرائهم، والحديث عن واقع الأدب المكتوب بهذه اللغة.الربيع مزهر بالحضور رغم “الأمطار”راهنت تظاهرة “الربيع الثقافي” على هذه الفترة من السنة التي تتميز بدخول المدارس في عطلة الربيع وأجواء الزهور وصفاء السماء، غير أن كمية الأمطار التي تهاطلت خلال الأيام الأولى من افتتاح التظاهرة لم تعرقل سيرها، بل كان هناك توافد معتبر للمثقفين لمتابعة النقاشات التي كانت تحت الأمطار ولكنها مزهرة من ناحية الجمهور.القطة والأنثى تصنع الحدثصنعت مشاركة الشاعر المصري عزت الطيري والتونسي منصف المزغني الحدث بقوة في تظاهرة “الربيع الثقافي”، حيث باتت قصيدة الشاعر المصري التي تحدث فيها عن “الأنثى” على لسان كل من حضروا الأمسية، شأنها في ذلك شأن القصيدة التي أشار فيها الشاعر إلى “القطة” شكلا جديدا لفن الإلقاء والشعر الساخر لم تعتده منابر الشعر الجزائري، في حين تميز منصف المزغني بطريقته المختلفة في الإلقاء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات