العدالة الجزائرية في "ميزان" شكيب خليل!

+ -

 لماذا تحركت العدالة في 2013 وأصدرت مذكرة توقيف دولية في حق وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، من قبل رئيس المجلس القضائي للعاصمة وبإيعاز من وزير العدل حينها محمد شرفي، وقيل حينها إن هناك خطأ في الإجراء، اتبع بتنحية شرفي وبلقاسم زغماتي وقاضي التحقيق لمحكمة سيدي امحمد، كمال غزالي، ووضعت المذكرة في غرفة الظلام على مستوى المحكمة العليا.وإذا كانت العدالة هي نفسها من رفعت مذكرة التوقيف ضد شكيب خليل، أين هي تلك المذكرة، وهل الأحكام القضائية تموت بالتقادم في الجزائر، أم أنها تتغير بتغير الرجال وتتلاشى مع تغير الوقت والزمان.هل المرحلة الراهنة فرضت على السلطة الاستنجاد بشكيب خليل من أجل الخروج من الأزمة، والاستثمار في خبرته التي اكتسبها داخل البنك الدولي، من خلال إغماض العدالة عينها شكلا ومنحه البنك المركزي خلفا لمحمد لكساصي، الذي أظهر فشله في تسيير مؤشر البنك بفعل الأزمة.إذا كان جهاز الدياراس، أو كما سمي بعدالة الليل، قد ظلم شكيب خليل والكثير من إطارات الدولة، أين كانت العدالة ولماذا طبقت ما كان يتلى عليها من قبل العدالة الموازية آناء الليل وأطراف النهار، إذا كانت العدالة تعرف أن جهاز الدياراس ظالم، لماذا لم تتحرك العدالة لوقف هذا الظلم، الذي أضر بالدولة وشوّه صورتها دوليا، وأصبحت الجزائر كلها في نظر العالم مرتعا للفاسدين والمفسدين، وتصدر مؤشر الفساد فيها البورصة الدولية للفساد.ثم لماذا تفنن السياسيون في بلادنا في رسم شكيب خليل تمثالا للفساد، وجسدوه مجرما في ذهن الجزائريين، عندما تفجّرت قضية سوناطراك، لينقلب هؤلاء جميعا اليوم ويخصصوا له استقبال الرؤساء والرسميين، ويعيدوا رسمه في صورة البطل والمنقذ العائد إلى وطنه، ووصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بتكريمه بوسام منصب سام في الدولة من باب إعادة الاعتبار له.كلنا رأينا وسمعنا وشاهدنا التقاذفات التي حصلت، العام الماضي، بين نزار والكثير من صناع الثورة والفاعلين في المشهد الوطني إبان الحقبة الدموية في الجزائر، في تسعينيات القرن الماضي، ولم تتحرك العدالة الجزائرية لمحاسبة الجميع، بالرغم من توفر الأدلة التي تثبت الإدانة كما رفعها المتقاذفون.وبعيدا عن كل هذا وذاك، بعيدا عن الشكوك وبعيدا عن الاتهامات والاستفهامات، وبما أن شكيب عاد إلى وطنه، لماذا لا تخرج العدالة اليوم إلى الشعب وتقوم بإفهامه واطلاعه وتوضيح له خلفيات وملابسات القضية، وقطع دابر المشككين في نزاهتها ومسح الغبار المتطاير عنها، وتفتح ملفا للشعب، أم أن الشعب ليس له الحق إلا في التصفيق دون أن يفهم تفاصيل ما يصفق لأجله.المغبون في وطنه: بلقاسم جيريا بلقاسم، الوطن هو المغبون بوجود فيه مواطنين مثلي ومثلك، يحدث في وطنهم كل هذا ولا يتحركون لتغيير هذا الواقع؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات