ليس المراد بالعلم الّذي يدعو إليه الإسلام هو العلم الدّيني فقط كما يظن البعض، لا! بل المراد كلّ علم يدفع الجهل، سواء أكان في الأمور الدّينية أم في الشّؤون المادية. فالعلوم الطبيعية وعلم النّفس وعلم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع وغيرها كثير هي الّتي قصدها القرآن بجانب العلوم الدّينية بدءا بعلوم العقيدة.يدعو القرآن إلى تعلّم العلوم الطبيعية بقوله: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” فاطر:27-28. ففي هذه الآية إشارة إلى أنّه لا يعرف سرّ نزول الماء من السّماء إلاّ بعلم الطبيعة، ولا يعرف تركيبه وخواصه إلاّ بعلم الكيمياء، ولا يعرف الإنبات والإثمار فيهما إلاّ بعلم النبات، ولا يعرف ما الجبال ولا طرائقها البيض والحمر والسود إلاّ بعلم طبقات الأرض، ولا يعرف أجناس البشر والدواب والأنعام إلاّ بعلمي أصل الشعوب والحيوان.ثمّ انظر إلى تذييل الآية: “إِنَّما يَخْشَى اللهَ َمِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”. فقد حصر الله الخشية الكاملة من الله في العلماء الّذين يتدارسون آياته الكونية، لأن العلماء إذا كانوا مؤمنين حملهم علمهم بأسرار الطبيعة على خشية الله صانعها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات