دعا الدكتور صالح بلعيد، أستاذ اللسانيات بجامعة تيزي وزو، ضرورة “اتقاء المزالق التي تؤدي إلى حرب اللغات”، وأوضح ردا على سؤال: “ما هو الخطّ الذي تُكتب به الأمازيغية؟ قائلا: “هناك مواقف بيْنية، تترك المسألة للمستقبل الذي يفصل في مسألة الكتابة بين الحروف الثلاثة وهي “التيفيناغ، اللاتينية والعربية”، فكلّ حرف لبسته الأمازيغية مقبول في هذا الوقت. إنّ هذا الطرح قد يكون مَخرجاً من الحروب اللّغوية ومن التجاذب اللّغوي في الوقت الحالي، ولكن يكون لفترة زمنية معيّنة”، وأضاف الدكتور بلعيد، المعروف باستعماله كلمة “المازيغية”، بدل “الأمازيغية”، قائلا: “فاللّغة المازيغية لا بدّ أن تختارَ حرفاً وهو الذي يعمل على تطويرها، إما أن تُتْرك المسألةُ على الخيار، فهذا ليس من الحلول”.وخلص صالح بلعيد، بأنّ طرح مسألة الخيار، عبارة عن طرح واهٍ، وهو ليس في صالح الجزائريين، ولا في صالح المازيغية، ولا في صالح هذا الجيل الذي ينتظر من المازيغية الموقعَ الرسمي في خريطة اللّغة الوطنية والرسمية، واللّغة التي ناضلَ من أجلها الكثير من العلماء والباحثين، ومن الشباب الذين يريدون الاعتراف بهُويتهم اللّغوية، وهي مسألة مشروعة. ويرى الدكتور بلعيد أن طرح البديل اللاتيني قد يكون مقبولاً لدى فئة قليلة من النّخبة الوطنية الفرنكفونية أو البربرية، ولدى بعض المناطق الوطنية، وعند ذلك تأخذ المازيغيةُ صفةَ اللّغة الجهوية، وتبقى الطروحات حولها قائمة من مثل: ما فائدة لغة وطنية ورسمية تُكتب بحروف أجنبية؟ وما فائدة لغة وطنية ورسمية لا نفهم محتواها؟ وما فائدة لغة وطنية ورسمية لا تتلاحم مع العربية؟ وكيف نبدأ في كلّ مرّة من الصفر؟وبخصوص طرح البديل العربي، قال: “يبقى الحرفُ العربيُ الذي ينال صفةَ الإجماع، وهو الذي يجعل المازيغيةَ بالفعل لغةَ كلّ الجزائريين، ويحصل لها بهذا الحرف التوسّع والتعميم. ولا شكّ أنّ هذا الطرح سوف يلقى معارضة من بعض الفئات الفرانكفونية، ومن البربريين المُتعصّبين ولكن رضا الجميع غايةٌ لا تُدرَك، ومن هنا، فإنّي أعالج المسألة من الشقّ الذي سوف يلعب على وتره بعضُ المدافعين عن الحرف اللاتيني، وهو غياب التنميط للحرف العربي، بالإضافة إلى غياب مواصفات العالمية، فهو ليس مثل التنميط في الحرف اللاتيني فلا مشكلةَ فيه والذي له صفة العالمية”.ومن هذا المنطلق، ينتصر الدكتور بلعيد للحرف العربي من باب التفاضل بين الحرفين، على حد تعبيره، وقال: “ويبقى الحرف العربي هو الأفضل والأحسن، وهذا من خلال أبحاثنا التي أجريناها في الواقع اللّغوي الجزائري، وهي أبحاث مُستقاة من تلك الدراسات الجماعية والتشاركية مع الباحثين وطلبة الدكتوراه في هذا المجال”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات