الجيش يحذر متقاعديه من الإخلال بواجب التحفظ

+ -

أفادت مؤسسة الجيش بأنها “لن تتسامح مع الإخلال بواجب التحفظ للعسكريين المتقاعدين خلال تدخلاتهم الإعلامية”. وقالت إن الأعمال الصادرة عن بعض هؤلاء الإطارات “يمكن أن تعتبر كمسعى للمساس بسمعة الجيش”، وهو تحذير ينطبق على حالة الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، المسجون على خلفية تصريحاته التي اعتبرت “مساسا بمعنويات الجيش”. وجهت مجلة “الجيش”، لسان حال المؤسسة العسكرية، في عددها لشهر مارس، تحذيرا شديد اللهجة للإطارات العسكريين الذين أحيلوا على التقاعد. وأوضحت في ورقة تحت عنوان “واجب التحفظ”، أن “الانتماء للجيش الوطني الشعبي وممارسة مهنة السلاح والقيام بالوظائف العسكرية على مختلف درجات المسؤولية، محكوم بالواجبات الانضباطية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال الإخلال بها تحت أي مبرر كان”.ولاحظت المجلة في صفحتها رقم 17، تسجيل “تدخلات على الساحة الإعلامية في المدة الأخيرة، من طرف مستخدمين عسكريين أحيلوا إلى الحياة المدنية، متناسين بذلك الأخلاقيات التي اكتسبوها في الجيش الوطني الشعبي طيلة مسارهم المهني، تطرقوا من خلالها لمواضيع سياسية تهم الجزائر وطرحوا اقتراحات سياسية بديلة وتارة للتهجم على السلطات”.وتبعا لذلك، أضافت المجلة أن رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني أصدر منشورا يذكر بالأخلاقيات الواجب التحلي بها “لاسيما واجب التحفظ، فالعسكريون الذين استفادوا من حقهم في التقاعد، يتمتعون بجميع الحقوق والحريات الأساسية المعترف بها في الدستور وقوانين الجمهورية لكافة المواطنين، غير أنه وعلى غرار أولئك الذين لا يزالون في الخدمة، فإنهم مجبرون على التحلي باحترام السر المهني، بغية تفادي أي تصرف من شأنه، ولو بشكل عفوي، المساس بسمعة الجيش الذي يعد مفخرة الجزائريين”.وأبرزت المجلة أن “هذه الأعمال الصادرة عن بعض الإطارات المحالين على التقاعد، والتي يمكن أن تعتبر ببساطة كمسعى للمساس بسمعة الجيش، لا يمكن للجيش أن يتسامح معها، فهي غير مقبولة وغير مسموح بها وتنم عن عدم العرفان تجاه المؤسسة التي من الواجب أن يكون لها الولاء”.ويأتي تحذير المجلة بعد 5 أشهر من اعتقال الجنرال المتقاعد، حسين بن حديد، وإيداعه السجن بتهمة “إحباط معنويات الجيش”، بعد التصريحات التي أدلى بها لوسيلة إعلامية خاصة، مهاجما فيها الفريق أحمد ڤايد صالح وشقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، ومحذرا من سيناريو وشيك لتوريث الحكم في الجزائر.لذلك، يتعين أن يكون الجميع، وفق مجلة “الجيش”، ملتزما أكثر من أي وقت مضى بالقوانين والنظم والنأي بالنفس عن الخوض في كل ما ليس له علاقة بالمهام المنوطة والوظائف والمسؤوليات، لتجسيد هذه الثقافة المبنية على التزام واجب التحفظ، لتبقى سلوكا راسخا لدى العسكريين أينما وجدوا، عاملين أو متقاعدين، وتبقى قواتنا المسلحة موحدة متماسكة ومنسجمة”.أما في افتتاحيتها، فذكرت مجلة “الجيش” أن “منطقتنا تعيش في الوقت الراهن اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة، تؤثر بكل تأكيد على أمن واستقرار بلدان المنطقة”. وأبرزت أن “الجيش الوطني الشعبي مدرك تمام الإدراك، وهو يؤدي واجبه المقدس على كافة ربوع الجزائر، أنه مطالب اليوم بأن يكون على أهبة الاستعداد لخوض ملاحم بطولية..”.وعادت المجلة إلى كلمة الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارته الأخيرة للناحية العسكرية الرابعة، حينما قال مخاطبا أفراد الجيش: “إن مهامكم الجليلة هذه، هي امتداد طبيعي ومنطقي لتلك التي أدتها بكل تضحية وفداء الأجيال السابقة..”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات