قال جان لويس بيونكو إن اللائكية أصبحت موضوعا قابلا للنقاش في فرنسا، بعد مختلف التحولات الاجتماعية والسياسية التي حصلت في السنوات الأخيرة، موضحا أن مرصد اللائكية الذي أنشأه الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” يرمي إلى تقديم نصائح لجعل المصطلح يتأقلم أكثر مع الواقع الاجتماعي.أوضح جان لويس بيونكو الذي سبق له أن شغل منصب الكاتب العام في الإليزيه بفرنسا، أن اللائكية في فرنسا تعدّ مسألة خاصة بها، إذ لا يوجد ما يعادلها، معتبرا أنها تنظيم للحياة الاجتماعية. وقال بيونكو، في محاضرة ألقاها أول أمس بالمعهد الفرنسي في الجزائر العاصمة حول مصطلح اللائكية، إن هذه الأخيرة تتمركز في قلب الجمهورية الفرنسية، وهي رديف للحرية وانبثقت من عصر الأنوار، قبل أن يحدد معالمها الكبرى قانون 1905 “الذي يحدد المبادئ العامة للائكية اليوم”.وحسب بيونكو، فإن الإعلان عن حقوق الإنسان والمواطن الذي ثبت حرية المعتقد وحرية التعبير دعم مبدأ اللائكية التي قادت إلى مسألة الفصل بين الكنيسة (الكاثوليكية) والدولة التي ضمنت الفصل بين الفضاء العمومي والفضاء الديني، وأفضت إلى مسألة المساواة بين مختلف الجماعات التي تشكل النسيج الاجتماعي الفرنسي. ويعتقد بيونكو أن الفضاء العمومي مجبر على الحياد خلال التعامل مع الفضاء الاجتماعي، الأمر الذي يضمن مسألة التعددية التي تشكل بدورها “ثراء اجتماعيا وثقافيا، من منطلق أن الآخر يقدم لنا فرصة إثراء النسيج الاجتماعي”.ويرى بيونكو أن فرنسا عرفت، خلال السنوات الأخيرة، عودة واضحة للنقاش حول اللائكية بعد بروز محاولات تريد إعادة النظر في المصطلح، وانتقل الحديث من “الرغبة في العيش المشترك” التي تكونت منذ مطلع القرن العشرين، إلى “الرغبة في الفعل المشترك”، كما اقترحه المفكر ريجيس دوبري. وقال: “أصبح من الضروري اليوم أن نُروج للتربية المواطناتية ونشرها على مستوى واسع”. كما شدد بيونكو، في محاضرته التي تابعها وزير الاقتصاد الأسبق نور الدين بوكروح، على ضرورة ضمان “تسيير للفعل الديني”، تجنبا للتجاوزات التي قد تحدث.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات