+ -

كشف مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، لـ”الخبر”، عن الإجراءات المتخذة بالنسبة لموسم حج 2016، والذي يتوقع أن يكون مميزا وناجحا، نظرا للظروف التي قال إن الجزائر والسلطات السعودية تحاولان توفيرها للحجاج، عبر تحسين الخدمات المقدمة، من النقل إلى الإعاشة إلى الإقامة، كاشفا تزويد الحجاج بالسوار الإلكتروني بداية من هذا الموسم، فيما لا تزال عملية تقليص إقامة الحجاج في البقاع المقدسة محل مفاوضات. كما يرفض المتحدث ربط الأحداث السياسية بمناسك خامس فرض في الإسلام، مفيدا بأن حملات المقاطعة التي تشنها بعض الأطراف لم تلق صدى لدى الجزائريين.أثار الكثير من المتتبعين قضية ارتفاع تكلفة موسم حج 2016، واعتبروها “غير مدروسة”، ما تعليقكم؟ صحيح أن الحاج الجزائري سيدفع 49 مليون سنتيم، ولكن هذا المبلغ سيتضمن تكلفة الحج، إضافة إلى تذكرة السفر التي كانت تقدر بـ10 ملايين سنتيم، وارتفعت بمليوني سنتيم، ومبلغ يمنح للحاج مقدر بـ2500 ريال، ما يعادل 600 أورو. وردا على كونها “غير مدروسة”، فإن المبلغ ارتفع نظرا لانخفاض قيمة الدينار.هل سينعكس ذلك على نوعية الخدمات المقدمة؟ مستوى الخدمات سيكون أفضل هذه السنة، حيث سيقيم الحاج في الخيم المسماة بـ«الأوروبية”، إضافة إلى توفر الإنارة والأفرشة والطاولات والكراسي، كما أضفنا 10 حمامات ومغاسل في كل مخيم، كما سيتم توفير مشروبات غازية وعصائر ومياه بشكل دائم وإعاشة أحسن، مع مرافقة طباخ جزائري. ومن الإجراءات المتخذة أيضا، تحسين الردين بين المشاعر، وتوفير النقل الجيد بين المدن.ومن الناحية التنظيمية، هل توجد إجراءات جديدة؟ أجل، من ذلك تشبيب أعضاء البعثة لكي يتمكنوا من التدخل بسرعة وبـ«ديناميكية” لدى وقوع حوادث، وهو ما سيساعد على نجاح الموسم، كما أننا كثفنا من تواجد العنصر النسوي بين أعضاء اللجنة الصحية لقدرتهن على المرافقة الطبية، إضافة إلى تطبيق السوار الإلكتروني، حيث إننا في مرحلة التفاوض مع المؤسسات التي ينتظر أن تشرف عليها.لا تزال حادثتا الرافعة ومنى في الأذهان، هل اتخذت السلطات السعودية إجراءات لتفادي تكرارهما؟ هذا أمر بديهي، حيث أن السلطات السعودية، وبعد وقوع أي حادثة والتحقيق فيها، تتخذ قرارات وإجراءات مناسبة من أجل تفادي تكرارها، وهذا ما فعلته، حيث إنها توفر خيما غير قابلة للاشتعال، وتزويد الأنفاق بمكيفات وتجهيزات لتفادي الاختناق.بعض الحوادث وقعت بسبب جهل الحجاج مناسك الحج، كيف ستتعاملون مع الأمر؟ سنقوم، بداية من هذا الموسم، بإطلاق حملة تحسيسية بالموازاة مع التحضير المادي، فنجاح الموسم مرتبط أيضا بالتزام الحاج بتطبيق توجيهات أعضاء البعثة، والحاج الجزائري لا بد أن يتخلق بخلق الإسلام، ويتفادى التدافع أو بعض التصرفات التي من شأنها أن تعيق اكتمال شعائر الحج، كما أننا سنقوم بتنظيم دورة تدريبية للحجاج تنطلق بداية من أفريل المقبل، حيث سيتوج بعدها الحاج الناجح بشهادة شرفية، كما أننا سنطلق مجلة إعلامية على قناة القرآن الكريم.سجلتم أيضا إخلال بعض الوكالات المنظمة للحج بالتزاماتها الموسم المنصرم، كيف ستتعاملون معها؟ نسبة الإخلال تتفاوت من وكالة لأخرى، قمنا بإقصاء وكالة واحدة، وخفضنا النسبة إلى ما يقارب النصف لثماني وكالات أخرى، وسنقوم بمتابعة ومراقبة عمل الوكالات خلال الموسم الجاري، لنقف على الخدمات المقدمة للحجاج، كما أننا بداية من هذه السنة سنقوم بتكريم الوكالات الناجحة وتثمين جهدها، عبر رفع حصتها خلال المواسم المقبلة.هل سيتم تقليص الفترة التي يقضيها الحاج في البقاع المقدسة؟ الإقامة ستكون عادية، ولا نزال في مرحلة المفاوضات لكي ننظم ما يسمى بـ«الرحلات المخفضة” أو “القصيرة”، بمعنى أن يبقى الحاج في البقاع المقدسة لمدة تقل عن الشهر، وقد تكون 15 يوما، حيث التقى الوفد الجزائري مع هيئة الطيران المدني السعودي، هذه الأخيرة التي ذكرت أنها ستؤجل الفصل في الموافقة أو الرفض إلى غاية إتمام برنامج الرحلات هذه السنة. وستوجه هذه الصيغة لرجال الأعمال والمسؤولين في الإدارات الذين لا يقدرون على ترك مناصبهم لمدة طويلة تفاديا لتأثير ذلك على العمل.هل سترتفع حصة الحجاج الجزائريين السنة المقبلة بعد انتهاء أشغال توسعة الحرم المكي؟ أجل، سترتفع.أطلقت قبل أيام حملات لمقاطعة الحج بدعوى “توتر العلاقات السياسية بين الجزائر والسعودية”، هل لمستم شكلا من أشكال المقاطعة؟ بالعكس، هناك علاقة جيدة بين الطرفين، ولمسنا تفاعلا إيجابيا من طرف المملكة العربية السعودية، فالمواقف السياسية لا علاقة لها بالحج، فهذه شعيرة من شعائر الإسلام، وبعيدة كل البعد عن السياسة، وبالتالي لا يمكن إقحام السياسة في الحج، وحتى المواطن الجزائري واع ولا يخلط بين الأمرين، فالأمور تسير بشكل عادي ويجب عدم تأويلها. الوفد الجزائري لدى تنقله لتحضير الموسم تلقى استقبالا مميزا وتلقى كل التسهيلات. ولهذا أقول إنه لا توجد مقاطعة للموسم ولن تكون. وحتى التأخر في منح التأشيرات للحجاج الجزائريين الأسبوع المنصرم أوله البعض على أنه متعمد من طرف السفارة السعودية، رغم أنه مجرد خلل تقني غير متعمد، حيث أن الحاسوب المركزي تعرض إلى خلل تقني بسبب رداءة الأحوال الجوية، وقامت السفارة السعودية بعدها بفتح أبوابها يومي الجمعة والسبت لكي تعود المياه إلى مجاريها الأحد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات