إذا قلنا إن المعلم ناصر بروال أهدى نصف عمره للمدرسة الجزائرية فلن ننصفه تماما، فقط لأن صاحب الـ54 سنة قد قضى 32 سنة بين جدران الحجرات وأسوار المدرسة الجزائرية مجاهدا بقلمه وعلمه في أنفاق الجهل وظلام الوعي المغيب، منها ربع قرن من التدريس بمدرسة الشهيد بن حريزة بوادي الماء وبقية سنواته لحد الآن بمدرسة رجُّوح خلاف ببلدية أولاد سلام شمال غرب ولاية باتنة. كما أن لقب معلم قد لا يكفي هذا السراج الوهاج وابن الأوراس، حيث إنه يعد مصنعا حقيقيا لصناعة مختلف الإطارات البشرية التي تستفيد منها الدولة الجزائرية في وقتنا الحالي، وذلك مثلما تظهره قصتنا القصيرة التي جمعتنا مع رفيقنا في الطريق بوبشيش رفيق الذي تتلمذ على يد المعلم ناصر ويشتغل حاليا كأستاذ جامعي في العلوم السياسية بجامعة عنابة، فضلا عن الأطباء وباقي الإطارات السامية بالدولة.ورغم قضاء المعلم ناصر أكثر من 59 بالمائة من حياته في التعليم، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامه في الكتابات المتنوعة أبرزها إصداره كتابا تربويا وقصائد شعرية ونشره عدة مقالات في جرائد ومجلات وطنية وإشرافه على مجلات مدرسية، وهي الأعمال التي كللت بتتويجه بالمرتبة الثالثة وطنيا من طرف السفير الفلسطيني سنة 2001 في مسابقة نظمتها إحدى الجرائد الوطنية.كما أن حب المعلم ناصر بروال للعملية التعليمية وارتباطه الوثيق بعالم المدرسة جعله يخوض تحديا آخر توِّج بحصوله على شهادة نجاح في التكوين، قبل الترقية في إطار التكوين المفتوح وعن بعد إلى رتبة أستاذ مدرسة ابتدائية بعد خضوعه لتكوين متخصص، حيث كان ينتظر رفقة مجموعة من معلمين ترقيتهم إلى الدرجة 14 كمدير مدرسة، غير أن تعيينهم في الدرجة 12 كمساعد مدير جعله يُعبر عن هذه الحالة بالترقية إلى الأسفل في ظل وجود الرتب الآيلة للزوال وعدم التطرق القانوني من طرف الوزارة الوصية لبعض الرتب والدرجات وكذا الطرق التي ترافق عملية تصنيفهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات