يعيش تلاميذ مدارس قرى بلدية قجال في ظروف لا يمكن أن يتصوّرها عاقل، فالبلدية التي لا تبعد عن مقر الولاية سوى بـ30 كيلومترا، يخيل لزائرها أنها قطعة من قطع الصحراء البعيدة، باستثناء التجمعات السكنية الكبرى، حيث تنقلت “الخبر” إلى مدرسة الضبعة التي تقع في قرية نائية، في وقت يتمدرس التلاميذ في ظروف صعبة للغاية. الزائر للمدرسة يُلاحظ منذ الوهلة الأولى أن السكن الوظيفي الذي خصص للمدير أو أحد المسيرين تحول إلى حجرة للدراسة مع تحويل باقي المسكن إلى مطعم، في حين توجد الساحة العمومية بالمدرسة في وضعية كارثية، حيث لم تُغط بالإسفلت وتركت على شكلها الترابي، ما يهدد صحة التلاميذ. من جهة أخرى، يُعاني مدير المدرسة ومعلموها من بعد المسافة بين المدرسة وأقرب طريق معبد يؤدي إليها، فالطريق الرابط بين منطقة تاجرة والضبعة تكسوها الحجارة والأتربة، الأمر الذي جعل التلاميذ يتنقلون في ظروف صعبة خاصة أثناء تهاطل الأمطار والثلوج. وعند الدخول إلى حجرات الدارسة عادة ما تكون باردة للغاية بسبب نقص مادة المازوت التي يفترض أن توفرها البلدية، حيث يضطر المدير إلى تخزين بعض الكميات تفاديا لأي طارئ، ويكتفي بإشعال المدافئ لساعتين أو ثلاث في اليوم فقط، تضاف إليها روائح المازوت المنبعثة من كل مكان، ما يهدد سلامة التلاميذ.أما المطعم المركزي في الابتدائية فيقدم وجبات بسيطة على قدر الميزانية المقدمة، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال إلقاء اللوم على المدير أو المعلمين، ويضطر هؤلاء إلى إحضار مادة الخبز معهم في الطريق إلى المدرسة لأن الممول رفض القدوم إليها بسبب اهتراء الطريق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات