إن كل يوم يكشف لنا جديدًا في فرضيات العلم تضيف إلى ما قبلها شيئًا أو تهدمه من الأساس وتبقى دائمًا الحقيقة القرآنية ثابتة شامخة راسخة، وكل الذين هداهم الله ووفقهم إلى قراءة القرآن وتدبر آياته، من يوم أن نزل على أشرف البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإلى ما شاء الله، يؤمنون بقدسيته وثبات ما ورد فيه من إشارات كونية بالغة الدقة والشمول والصدق، ويأنسون بنفحاته السماوية ويرجع ذلك إلى حقيقة ذاتية في القرآن، تتمثل في كيانه القائم على الحق وفي أسراره العلوية وجاذبيته الإلهية التي تأخذ بقلوب وعقول مرتليه وسامعيه.وصدق الله العظيم حين يقول عنه: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنْ اتبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظلُمَاتِ إِلَى النورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة:15-16.إنها حقيقة يجدها المؤمن في قلبه وفي كيانه وفي حياته وفي رؤيته وتقديره للأشياء والأحداث والأشخاص، يجدها بمجرد أن يجد حقيقة الإيمان في قلبه.. نور تشرق به كينونته فتشف وتحف وترف ويشرق به كل شيء أمامه فيتضح وينكشف ويستقيم. ثقلة الطين في كيانه وظلمة التراب وكثافة اللحم والدم وعرامة الشهوة والنزوة... كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى.. تخف الثقلة وتشرق الظلمة وترق الكثافة وترف العرامة.واللبس والغبش في الرؤية والتأرجح والتردد في الخطوة، والحيرة والشرود في الاتجاه والطريق البهيم الذي لا معالم فيه.. كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى.. يتضح الهدف ويستقيم الطريق إليه وتستقيم النفس على الطريق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات