استمعت إلى السيد عبد الرزاق مقري ضيفا على قناة خاصة في برنامج تلفزي، وهو يعيب على السياسة الخارجية الجزائرية عدم استنكارها تدخل حزب الله في سوريا، مالا ينسجم، حسب زعمه، مع خط السياسة الخارجية في الجزائر، الذي يرفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأي دولة.. وبالمرة ينكر على إيران وحدها التدخل لدى غيرها من الدول..1 - استغربت أن لا أحد من الحاضرين سأل السيد مقري هل يجب على الجزائر أن تتخذ موقفا واضحا من تدخل السعودية في اليمن ودول الخليج في البحرين وتركيا في سوريا والسعودية في لبنان، إلا أن يكون موقف السيد مقري طائفيا من حيث يشعر أو لا يشعر، أو موقفا استعلائيا من منطق “محڤورتي يا جارتي”.2 - ثم إن السيد عبد الرزاق يدرك أن الموقف الذي يطالب به السياسة الخارجية الجزائرية لا يعبر عن عبد الرزاق مقري وحده، بل يعبر عن الجزائر، وأنا أحد الجزائريين أخالف السيد عبد الرزاق رأيه، بل أناقضه تماما، أليس من حقي أن أجد نفسي في موقف بلادي الرسمي. 3 - إذا كان هناك شيء يمكن أن نتفق عليه في الجزائر فهو السياسة الخارجية الجزائرية، ولا نحتاج إلى مزايدة السيد مقري وأمثاله عليها، فهي محل رضا غالبية الجزائريين.... ثم ينبري السيد مقري معيبا على إيران تدخلها في الشؤون الداخلية للدول ومن بينها الجزائر..لا أحد من المحاورين للسيد مقري سأله هل تدخلت إيران في الجزائر عسكريا.. حتما سيكون الجواب بلا.. هل تدخلت إيران في الجزائر سياسيا.. هل دعمت طائفة سياسية على أخرى مثلا... هل منحت المال السياسي لحزب سياسي دون غيره من الأحزاب السياسية في الجزائر.. نحن نعرف ومقري يعرف بأن إيران لم تفعل ذلك، وأن دولا غيرها نعلمها ويعلمها فعلت ذلك، ولم نسمع للسيد المحترم نقدا لسلوكها.. يا سيدي المحترم إيران أذكى منك وممن تتغافل عن التنديد بهم، لأن هؤلاء يعاركون إيران أو يفتعلون المعارك معها في أرضهم أو في أراضي حلفائهم، لا في أرضها، وبأيديهم لا بأيديها، فأي الفريقين أحق بالاحترام بعيدا عن التطواف والطائفية.أما إذا كان السيد مقري وأمثاله يقصدون تدخلا فكريا بانتشار الفكر الشيعي أو العقيدة الشيعية في الجزائر وفي غيرها، فإنما ذلك لعجزه هو وأمثاله عن مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة.. ومنذ متى أفلحت المواقف السياسية في مواجهة الأفكار والعقائد، وإذا كان الفكر الشيعي دخيلا على الجزائر، وهو كذلك، فهل الفكر الوهابي وليد الجزائر، وهل الفكر السلفي إنتاج الجزائر، بل هل الفكر الإخواني الذي يتبناه السيد مقري ويدافع عنه فكر محلي يحق لنا أن نتبناه فرقا وأحزابا وندافع عنه... أليست كلها بعضها من بعض، نحاكم تفاصيلها إلى قيمنا ومبادئنا بدل التجييش مع بعضها لصالح بعض.. أوليس اكتساح الفكر الغربي والثقافة الفرنسية أحق بالملاحظة..ويكون السيد مقري محترما في كلامه إلا عندما يذكر عنده أبو جرة سلطاني، يصبح هذا الأخير أحق بالاحترام منه.. هذا مستوى السياسة عندنا.خريج مدرسة القرون الوسطىكان على الجزائر أيضا أن تقف ضد ضرب حزب الله للجارة إسرائيل، حسب هذا المنطق.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات