الحركى يتهمون هولاند بـ"الاستسلام مجددا للأفالان"

+ -

 هاجم تنظيم يدافع عن الحركى، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على خلفية مشاركته، أمس،في احتفالات ذكرى عيد النصر 19 مارس 1962. فقد نشرت جمعية تدعى “مون حركي”، بيانا تتهم فيه هولاند بـ”التحريض” على تقسيم الفرنسيين وتعميق الجروح، عندما قرر المشاركة في احتفال الذكرى التي يصفها الحركى بـ”المهزلة”.التحق الحركى في فرنسا بتيار “اليمين”، الذي ثار هو الآخر على مشاركة الرئيس هولاند في الاحتفال، حيث ورد في بيان الجمعية، أمس، نشر على موقعها الإلكتروني، تشير فيه إلى أن “الرئيس هولاند يبدو أنه على عكس سابقيه، قد قرر حضور احتفالات هذا العام إحياء لذكرى 19 مارس، بغرض المساعدة على تهدئة ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا، حسب ما تصرح به حاشية هولاند”.ويضع الحركى مشاركة هولاند في خانة “الاستسلام الجديد لمطالب جبهة التحرير الوطني الجزائرية، والدعم غير المشروط لها في فرنسا، إلا إذا كان ذلك مجرد حيلة من مرشح محتمل في عام 2017 لتحسين صورته التي تهوي إلى الحضيض”، وأضافوا في بيانهم: “ومضمون خطابه (يعني هولاند) ربما سيظهر أن المشاركة ليست سوى مسألة اتصال لمرشح يحاول احتكار دون كلفة أصوات المؤيدين لذكرى 19 مارس”.وأجرى الحركى مقارنة بين هولاند والرئيس الفرنسي الأسبق ميتران، إذ جاء في البيان: “حتى سلفه الاشتراكي الرئيس فرانسوا ميتران، كان حريصا على عدم الوقوع في فخ احتفالات 19 مارس وذكريات الحرب التي ترافق النصب التذكاري له، حيث المشاعر لا تزال على قيد الحياة”.ويعتقد الحركى أن “هذا التاريخ بالنسبة لنا يمثل بداية لمحنة طويلة، ومأساة لا يزال أثرها وعواقبها الوخيمة تمس ما يقارب مليون شخص. والاتفاقيات الموقعة في 19 مارس 1962 أدت إلى ذبح حوالي 150 ألف شخص بينهم نساء وأطفال، وذلك بسبب اللامبالاة العامة والتواطؤ من فرنسا والسلطات في تلك الحقبة”.واتهم بيان الجمعية هولاند بأنه “هو الذي دعا، عندما انتخب لما كان ينتمي للمعارضة، إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في مسؤولية فرنسا في مجزرة طالت الحركى وظروف استقبال الناجين، وهو أيضا الذي أقر بالمسؤولية في كتاب سنة 2012 وتعهد بتحملها وإصلاح الأضرار التي طالت المآسي”، وأشار البيان: “تنازلات الرئيس هولاند واعترافه بتاريخ 19 مارس، وكذا تنصله لوعود حملته الانتخابية، والآن هو يشارك في ذكرى 19 مارس، مع أنها مشاركة لن تساعد على تهدئة الذاكرة والتئام الجروح، بل بالعكس مشاركته في هذه “المهزلة”. وجاء في البيان أيضا أنه “بدلا من مشاركة هولاند في هذه “المهزلة” من احتفال 19 مارس، فإن الرئيس بذلك يشارك في محو الالتزامات التي عقدها على نفسه، وأيضا نسيان مآسي ضحايا 19 مارس وأسرهم، والنتيجة أن المشاركة في أصلها ستساهم في تعميق الجروح وليس التهدئة”.بدوره، علق المؤرخ الشهير بنجامين ستورا، في برنامج بثته “أوروبا 1”، على الجدل القائم بسبب احتفالات ذكرى 19 مارس، قائلا إن “مجموعة الذاكرة عديدة للغاية وقوية، وبالفعل تم تشكيلها بعد حرب الاستقلال، من بينهم الحركى، وبعد 54 عاما تم تضمينه كل مجموعة في تقرير خاص”. وقال المؤرخ إن “خطر التقسيم والانفصال قائم في فرنسا، وذلك بسبب استمرار حرب الجزائر في الرؤوس والقلوب والذكريات، ولكن المشكلة الحاسمة تكمن في محاولة وقف هذا، لذلك كانت الحاجة لاقتراح موعد آخر للاحتفال”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات