البروفيسور سهام بن عقيلة وقصة الطب العقلي الذي قربها من الإنسانية

+ -

 هي زوجة وأم لأربعة أطفال كبيرهم لا يتجاوز الـ12 سنة، اختارت اختصاص الطب العقلي الذي ينفر منه كثيرون من أطبائنا، لأنها رأت فيه نقطة الاستمرار مع الآخر والجسر الذي تتواصل عبره مع مشاعر الإنسانية، كيف لا وهي المطلعة على كل خبايا حياة مريضاتها انطلاقا من أصغر التفاصيل إلى أدقها، تلك هي البروفيسور سهام بن عقيلة زوجة بوشلال التي تخرجت من كلية الطب للجزائر العاصمة سنة 1999، لتختار تخصص الطب العقلي الذي أنهته في 2007 لتمارس مهامها كأستاذ مساعد في الطب العقلي بمستشفى دريد حسين للأمراض العقلية وتشرف على متابعة مئات حالات المصابين بأمراض عقلية، وتتحصل في 2016 على منصب بروفيسور في التخصص ذاته، من خلال إشرافها على إنجاز رسالتها التي تناولت موضوع السلوكيات العدوانية لدى المصابين بأمراض عقلية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.تشرف البروفيسور سهام بن عقيلة على مصلحة الطب العقلي للنساء بمستشفى دريد حسين، التي تكاد تمثل وحدة الاستعجال الوحيدة في طب النساء العقلي نظرا لكثرة الطلب عليها. وموازاة مع ممارسة حياتها كزوجة وأم توفر كل صغيرة وكبيرة لصغارها، تقوم الطبيبة بعلاج نسوة تتواصل معهن يوميا ولساعات طويلة، ما مكنها من الاطلاع على مكنونات كل مصابة.حالات الطب العقلي عند المرأة تمثل لطبيبتنا مزيجا مركبا ومعقدا من المشاكل الاجتماعية والعائلية، فتأثيرات المحيط الذي تعيش وسطه نساؤنا هي التي تؤدي إلى الانهيار العصبي عند المرأة أكثر من طبيعة المرض في حد ذاته، كما أن معاشرة البروفيسور سهام لمريضاتها يوميا وتقربها منهن جعلها تقف على الحزن الكبير الذي تخفيه كل واحدة بين طيات نفسها البشرية، وهي المعاناة التي تمتصها بن عقيلة وتحاول التخلص منها فيما بعد ضمن حصص الإفراغ النفسي التي تمارسها مع زملائها الأطباء، حتى لا تجر معها تلك المعاناة لمحيطها العائلي، كونها تحرص على أن لا تخلط بين الاثنين. وموازاة مع أشغالها كربة بيت ومشرفة على قسم للطب العقلي، تحرص البروفيسور بن عقيلة على تحضير الدروس الجامعية لطلبتها وكذا المشاركة ضمن ملتقيات الطب العقلي قصد الاطلاع على جديد الطب العقلي الذي طالما حلمت بممارسته منذ نعومة أظافرها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات