+ -

سمح عقد أشغال المكتب الفدرالي، هذا الشهر ببسكرة، وبرمجة حضور أعضائه وأعضاء الطاقم الفني لنهائي الكأس للولاية، بالوقوف، مرة أخرى، على العلاقة الفاترة بين رئيس الفاف، محمّد روراوة، والمدرّب الوطني كريستيان غوركوف. لم ترصد أعين الإعلاميين الحاضرين بالمركب الجهوي للرياضات الأولمبية ببسكرة أي تبادل لأطراف الحديث بين الرجلين، ولو لذرّ الرماد في العيون، والقول إن العلاقة بينهما على ما يرام، ما من شأنه أن يُبطل، ولو إلى حين، الأقاويل الرامية إلى أن العلاقة بين المدرّب الفرنسي والاتحادية انتهت، وبأن رحيل غوركوف عن “الخضر” مسألة وقت فقط، لاستحالة تعايشه مع روراوة الذي لم يعد يؤيّده منذ التصريحات النارية لغوركوف عقب المباراتين الوديتين أمام منتخبي غينيا والسينغال في أكتوبر الماضي.وعلاوة على عدم إبطال ما تعتبره الاتحادية اليوم مجرّد إشاعات رغم ما منحته ولاية بسكرة من فرصة لروراوة لأن يواجه الإعلاميين عقب انتهاء أشغال المكتب الفدرالي، فإن تنقل رئيس “الفاف” والمدرّب الوطني إلى بسكرة لم يتم بنفس وسيلة النقل، فحضر روراوة برّا، بينما كانت رحلة غوركوف وأعضاء طاقمه جوّا، وهو مؤشر آخر على أن المعطيات تؤكد حرص رئيس الاتحادية (على الأقل) في إقامة علاقة تنافر بينه وبين مدرّبه، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن ولاية بسكرة، من خلال الدعوة “التقليدية” لرئيس رابطتها الولائية عبد القادر شعبان، عضو المكتب الفدرالي، لحضور نهائي كأس الولاية وعقد اجتماع المكتب الفدرالي، هو في الواقع إحراج لرئيس الاتحادية أكثر منه فرصة، طالما أن روراوة لم يكلّف نفسه أيضا عناء تمرير رسائل للجماهير عن طريق وسائل الإعلام بشأن قضية غوركوف، حين راح يتحاشى الصحافيين ويدعوهم بلباقة لتوجيه أسئلتهم لرئيس رابطة كرة القدم المحترفة، محفوظ قرباج، مؤكدا لهم بأنه سيتحدّث معهم باسم الاتحادية. وانطلاقا من حرص روراوة على عدم توريط نفسه في أي تصريح، قدّر بأنه لم يحن الوقت للإدلاء به، فإن محفوظ قرباج لم يكن لينوب عن رئيس “الفاف” لتقديم معلومات يفتقدها ويتحدّث عن مستقبل لا يعلمه أصلا بشأن مصير كريستيان غوركوف، خاصة وأن قرباج يُدرك بأن الإعلام نفسه يُدرك بأن عملية الحلّ والربط في قضية غوركوف وكل القضايا المتعلّقة بالاتحادية، هي من صلاحيات، ليس “الفاف”، وإنما الرئيس نفسه.ولم يجد رئيس رابطة كرة القدم المحترفة نفسه مضطرّا لقول كلام لا يحمل في طياته “وجوبا” تأكيدا أو نفيا لمواضيع مصنّفة حسّاسة في نظر رئيس “الفاف” نفسه، إلاّ ما هو “تحصيل حاصل” والإعلان “منطقيا” بأن قرار بقاء أو تنحية المدرّب الوطني من صلاحية الاتحادية، وبأن التركيز حاليا منصبّ على مواجهتي منتخب إثيوبيا، ليجد قرباج بذلك مخرجا للورطة التي وضعه فيها روراوة، حين أراد الأخير مراوغة الإعلاميين، من خلال تفادي الإدلاء بأي تصريح، وهو ذات الموقف الذي تبنّاه كريستيان غوركوف، ما يُجسّد الحرب الباردة بين الرجلين أكثر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات