شكيب خليل يعود إلى الجزائر، لأن النظام بيّضه وبيّض به نفسه، ولكنه سوّد به العدالة الجزائرية بعد أن سوّده النظام بالعدالة أيضا.أجزم وأحرم المخلوقة بالثلاث أن هذا النظام ليس في كامل قواه العقلية! فلو كان في كامل قواه العقلية لما قام هذا النظام بتسويد صورة شكيب بالمخابرات وبالعدالة، إلى درجة أن الرأي العام أصبح يتساءل أين كان هذا النظام الأمني والعدلي عندما كان شكيب “يشكب” في أموال سوناطراك! ثم هذا النظام نفسه يقوم بعملية “تدويش” سياسي لشكيب، جعلته أنظف من كل رجال الحكم الذين وسّخوه والذين ساهموا في تنظيفه على السواء!^ شكيب هو الذي وضع قانون المحروقات الذي تراجع عنه النظام، بعد أن وافق عليه البرلمان، وتم إلغاؤه من طرف البرلمان نفسه ومن طرف الوزير نفسه ومن طرف الحكومة نفسها ومن طرف الرئيس نفسه! وكل ذلك تم والرئيس الكفء في تسيير البلاد لا يعتبر هذا من الأخطاء الفادحة التي لا ينبغي أن يرتكبها الوزراء الأكفاء مثل شكيب أو حتى الرئيس!^ السلطة هي التي شحنت بالإعلام الرأي العام ضد شكيب إلى درجة أن الرجل أصبح رمزا للفساد، وأصبح الشارع لا يقول فلان سرق، كما كان من قبل، بل أصبح يقول فلان شكب... إذا حدثت حالة سرقة! فلماذا يقوم النظام بشكب نفسه في هذه الظروف الحرجة جدا؟!ثم يأتي هذا النظام نفسه ويقول أنا كنت مخطئا، فالرجل نزيه وكفء وظلم، والعدالة والمخابرات هي الظالمة، دون أن يحاسب أحد ممن ظلم هذا الرجل.. هل يوجد نظام في العالم يقوم بخلخلة استقراره وزعزعة الثقة الشعبية فيه بمثل هذه الصورة التي لا تصدر إلا عن نظام فقد توازنه العقلي.^ بالموازاة مع فضيحة شكيب خليل وما أحدثته من عداء عارم لهذا النظام في الرأي العام، يقوم هذا النظام بعمليات صيانة الأمن في المدارس مع الوزيرة بن غبريت، إذ تهتم الداخلية والدفاع بالأمن في المدارس، في وقت تهدد فيه القاعدة بالهبهاب أو الهاون منشآت الغاز في المنيعة! هل العاجل بالنسبة للداخلية والدفاع هو صون أمن المدارس لبن غبريت.. أم صون أمن المنشآت البترولية في الصحراء؟!لابد أن يكون للجزائري الذي يعيش الأحداث، هذه الأيام، “عقل” نزلاء مصحة دريد حسين أو جوانفيل أو العثمانية، كي يفهم تصرفات هذا النظام في التعامل مع أخبار شكيب وأخبار بن غبريت وأخبار القاعدة في الصحراء.. آه يا بلد فقدت فيه السلطة عقلها قبل أن تفقد فيه شرعيتها؟! فالتحالف الرئاسي الثلاثي تلاشى، تاركا المجال لميلاد التحالف الرئاسي الجديد، وهو التحالف بين الرداءة والاستبداد والفساد؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات