38serv

+ -

لا شكّ أنّ دراسة العلماء والباحثين الدّارسين لطبقات الأرض وصخورها وكنوزها ومحتوياتها ولطبقات الفضاء والهواء ومعرفة أسرار الكون ونظامه، امتثالاً لأمر الله تعالى وتلبية لرغبة القرآن الكريم في الحثّ على العلم والمعرفة. إنّها تقوم بدور التّرجمان لمواد الكون، كي يتم استخدامها والانتفاع بها من كافة وجوه النّفع الّتي تحملها وعلى أحسن ما يرام.والله ربّنا يقرّر أهمية العلماء، فيقول في محكم تنزيله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ} الزُّمَر:9. وآيات غيرها كثيرة على هذا المنوال... حقًّا إنّها كلمات الله المعجزة الّتي عبّر عنها الإمام الفخر الرّازى رحمه الله بقوله: “ما من حرف ولا حركة في القرآن إلاّ وفيه فائدة، ثمّ إنّ العقول البشرية تدرك بعضها ولا تصل أكثرها، وما أوتي البشر من العلم إلاّ قليلاً”.ولا شكّ أنّ العلوم هي الّتي تكشف لنا عن الموجودات في الكون وعن القوانين الّتي تحكمها، وهي تعتبر جزء من الدِّين، ما قامت إلاّ بتمكين من ربّ العالمين، ليعمر الإنسان بها الأرض، ولينعم بما أودع الله له فيها من خيرات.وعن تلك التّوافقية بين العلم والدِّين يقول المطران إغناطيوس هزيم: “نحن نعتقد أنّه لا تنافر بين المعطيات الدّينية وما يسمّى بالمعطيات العلمية، ولا أعلم كيف أنّ المؤمن بالله خالقًا للكون يعتبر أن هنالك عناصر تؤلّف هذا الكون في الوقت ذاته خارجة عن نطاق التّدبير الإلهي، وإنّي لأرى بمنظار المؤمن العكس تمامًا وهو اعتبار المعطيات العلمية معطيات دينية على الأقل من حيث مصدرها والنّواميس الّتي تتحكّم بها، لأنّ المؤمن يعلم حقّ العلم أنّ خالق الكون بأسره هو بالطبع خالق العناصر الطبيعية الّتي يتألّف منها الكون، وخالق الحياة في كلّ تجلّياتها. وإذا فحصنا كيفية عمل الله في الخليقة نجده يسيّرها تبعًا لقواعد وقوانين. وهذه القواعد والقوانين هي الّتي يكتشفها العلم حقبة بعد حقبة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات