هولاند قدم تنازلا ليس الأول من نوعه لمصلحة سلطة غير ديمقراطية في الجزائر

+ -

 تلقى مشاركة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في الاحتفالات المخلدة لاتفاقيات إيفيان، معارضة شديدة من قبل اليمين المتطرف المعارض في فرنسا. واعتبر قيادي في الحزب هذه الخطوة “خيانة”.قال النائب الأوروبي عن الجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا، لويس آليو، ورفيق رئيسة الحزب، مارين لوبان، في بيان نشر، أمس، على موقع الحزب، إن مشاركة هولاند في إحياء ذكرى وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 تعد إساءة لذاكرة قدماء المحاربين الفرنسيين، الحركى، والعائدين بعد حرب الجزائر. وحث النائب على العمل بمقولة الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا ميتران في 24 سبتمبر 1981، “يمكن اختيار أي تاريخ كان إلا هذا”.وتابع البرلماني: “هذا التاريخ ليس لحظة للسلم ولكن لاندلاع أعمال العنف والإبادة”، مكررا الصورة النمطية المتداولة في مخيلة الفرنسيين عن الفترة التي أعقبت وقف إطلاق النار إلى غاية الأشهر الأولى لاستقلال الجزائر، متحدثا عن “اغتيال واختطاف مئات الجنود وآلاف المدنيين الفرنسيين والمسلمين (لم يذكر أنهم جزائريون)، وزعم أن ما لا يقل عن 150أ ألف حركي تم التنكيل بهم أو إعدامهم من قبل “جبهة التحرير الوطني الاشتراكية”، خلال الأسابيع التي تبعت عملية وقف إطلاق النار. وهي معلومات نفاها مؤرخون فرنسيون مستقلون بعد أبحاث ميدانية في الجزائر.واستند البرلماني المتطرف في موقفه إلى ما قال إنها شهادة الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد الذي صرح، حسب زعمه، “كانت أخطاء لا تغتفر في حق الأقدام السوداء، وجرائم حرب في حق مدنيين أبرياء، ويتوجب على الجزائر أن تجيب عن ذلك مثلما يتوجب على تركيا فعله بخصوص (إبادة) الأرمن”. وتابع مسؤول الجبهة الوطنية، وهو ابن مستوطنة فرنسية ولدت في باب الوادي بالعاصمة وأب جند خلال حرب تحرير الجزائر، أن إحياء ذكرى وقف إطلاق النار “شتيمة للجميع: عسكريين، حركى، ومدنيين من جميع الأديان سقطوا من أجل فرنسا قبل وبعد هذا التاريخ”. وحسبه، فإن 19 مارس 1962 نتيجة مباشرة للهزيمة السياسية المتفاوض عليها من قبل الحكومة الديغولية التي كانت تحكم فرنسا في تلك الفترة. واستطرد البرلماني الحامل لأفكار مجموعات “الجزائر الفرنسية”: “وهذا التاريخ، بالنسبة لكثير من الفرنسيين، يعتبر بداية مأساة أدت إلى خسارة آلاف المدنيين الأبرياء”، مثلما قال.وطلب البرلماني من هولاند عدم المشاركة في إحياء هذه الذكرى، وقال: “في حالة مشاركته يعتبر هذا تنازلا ليس الأول من نوعه لمصلحة سلطة غير ديمقراطية في الجزائر، وتصرفا شبيها بمنح ولي العهد السعودي ووزير الداخلية وسام الشرف للجمهورية الفرنسية”. ويلتقي موقف اليمين المتطرف مع مطلب جمعيات الأقدام السوداء وأنصار الجزائر الفرنسية التي أعلنت معارضتها للخطوة، التي رجحت أن تكون خدمة لأغراض انتخابية.وكانت وسائل إعلام فرنسية أوردت، الأسبوع الماضي، أن فرانسوا هولاند سيحضر المراسم التي تقام أمام معلم ضحايا حرب الجزائر والمغرب وتونس بـ”كي برانلي” بباريس بمناسبة “اليوم الوطني للتذكر والترحم على أرواح ضحايا حرب الجزائر ومعارك المغرب وتونس”، الذي استحدث في 2012 بموجب قانون بادر به نواب اشتراكيون، وسيكون أول رئيس في الجمهورية الخامسة يحيي هذا التاريخ الذي يعتبر إعلانا لهزيمة فرنسا في الجزائر. وسيلقي هولاند خطابا ينتظر أن يحظى باهتمام في ضفتي المتوسط.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات