العطلة المدرسية كابـوس لأوليـاء التلاميــذ

38serv

+ -

حلت العطلة الربيعية، وبدأت معها هواجس الأولياء حول الفضاءات التي يمكن أن يقصدوها مع أبنائهم لقضاء أيام الراحة التي لا تتوافق مع أيام عطلتهم في الغالب، فيخصصهؤلاء عطلة نهاية الأسبوع للترويح عن أبنائهم، فأين يذهبون؟ العطلة الربيعة بالنسبة للكثير من الأولياء مشقة أكثر منها أيام راحة، في ظل نقص فضاءات الترفيه، فتكون المراكز التجارية مقصدهم في الغالب في عطلة نهاية الأسبوع، وهو حال السيدة عائشة التي التقيناها بالقرب من مدرسة “يوسف بن تاشفين” الابتدائية بحيدرة في العاصمة.تقول محدثتنا، وهي ماكثة بالبيت “وعدت أطفالي بأخذهم إلى جبال الشريعة بالبليدة في العطلة، المكان الوحيد الذي يمكننا التوجه إليه في نهاية الأسبوع بسبب ارتباط زوجي بالعمل، أما باقي الأيام فسأقضيها بين بيت حماتي وبيت عائلتي، فلا أماكن يمكنني أن أقصدها مع الأطفال دون مرافقة زوجي”.وإذا كان أبناء السيدة عائشة محظوظين بالذهاب إلى الشريعة في البليدة للاستمتاع باللعب بالثلوج، فأطفال مرافقتها مونية سيكونون أقل حظا لأن وجهتهم في العطلة لن تكون غير المراكز التجارية.تقول السيدة مونية، وهي موظفة في شركة عمومية، “أطفالي سيقضون العطلة في بيت حماتي بسبب ارتباطي وزوجي بالعمل، ولن نتفرغ للأطفال إلا في عطلة نهاية الأسبوع، وفي الغالب ستكون المراكز التجارية كباب الزوار وأرديس مقصدنا، لأن الأطفال سيجدون راحتهم أحسن والأمن متوفر، ويمكننا التسوق والتجول في الوقت نفسه، بالنسبة لعائلتي هي الحل الأمثل، فمرافق التسلية شبه منعدمة في العاصمة، والمتوفر منها يشكو غياب الأمن”. غياب الأمن هاجس الكثير من العائلات التي تعزف عن زيارة مرافق التسلية كالحدائق العمومية لعدم توفره فيها، وهو ما ذهب إليه سيد آخر التقيناه في حي بن عكنون، قال إنه يقطن بالقرب من حديقة التسلية الوئام ببن عكنون، لكنه يرفض أن “يجازف” بأبنائه بالذهاب إلى الحديقة التي لا تتوفر فيها التغطية الأمنية التي تضمن حماية زوارها.يقول محدثنا: “نعرف جميعا أن الحديقة شهدت عدة حوادث إجرامية، ولست مجنونا حتى أجازف بحياة أطفالي في الحديقة التي تغطي مساحة شاسعة وكان يفترض أنها متنفس للمواطنين. أطفالي سيقضون عطلتهم في بيت عائلتي في تيزي وزو، هناك على الأقل سيتنفسون هواء نقيا ويستمتعون بجمال الطبيعة وأنا مطمئن”.وهو نفسه ما ذهبت إليه سيدة أخرى، قالت إن العطلة هاجسها الأكبر، فلا مرافق في المستوى يمكن أن تقصدها العائلات في العاصمة، إذا استثنينا المراكز التجارية والواجهة البحرية “الصابلات” التي لا يمكن الذهاب إليها عندما تكون الأحوال الجوية مضطربة، مواصلة “عائلتي تقطن ببوشاوي، ورغم ذلك زوجي يرفض رفضا قاطعا الذهاب إلى هناك بحجة غياب الأمن، ونحن نطالع يوميا الأخبار التي تنقلها الجرائد عن حوادث السرقة والاختطافات وحتى الاغتصاب التي تسجل في الغابة، آخرها قضية الرعية الألمانية التي اختطفها شباب وحاولوا اغتصابها.. فكيف يمكن أن أضمن أمن أولادي في مكان كهذا؟”. وفي غياب هذه المرافقة وهاجس غياب الأمن وقلة الإمكانيات المادية التي تحول دون السفر حتى داخل الوطن بالنسبة للأغلبية من العائلات، يبقى الشارع ملجأ الكثير من الأطفال لقضاء أيام راحتهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات