"الجزائر وفرنسا مدعوتان "لتهدئة الذاكرتين" في 19 مارس"

38serv

+ -

قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، إن فرنسا والجزائر مدعوتان إلى “العمل من أجل تهدئة الذاكرتين”، وهو طرح براغماتي من جانب الدولة الاستعمارية سابقا، مفاده أن البلدين ينبغي أن يتجها إلى المستقبل لبناء علاقات اقتصادية قوية، بدل التشبث بإرهاصات الماضي. صرح لودريان لصحيفة “لوفيغارو”، أمس، بخصوص مشاركة الرئيس فرانسوا هولاند في احتفالات اتفاقية إيفيان، 1٩ مارس 1962، أن “حرب الجزائر أدرجت منذ مدة طويلة في كتب التاريخ، وبطريقة لم تعد محل اعتراض، ينبغي علينا العمل من أجل تهدئة الذاكرتين”. وقال أيضا: “الجميع له مكانه في هذه الاحتفالات”. وسيكون هولاند أول رئيس فرنسي يحضر احتفالات وقف إطلاق النار، الذي كان باكورة مفاوضات إيفيان.ويرتبط طرح لودريان فيما يخص شق التاريخ في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بقضية شائكة تسمى “الاشتغال على الذاكرة”، التي وضعتها السلطات الجزائرية، في وقت سابق، على رأس أولوياتها في علاقاتها مع باريس. غير أن الفرنسيين أظهروا أنهم غير مستعدين للتجاوب معها، وفق الوتيرة السريعة التي كان يريدها الشريك في الضفة الجنوبية من حوض المتوسط. ولهذا السبب أعلن في 2006 عن فشل مساعي إبرام معاهدة صداقة، كان الرئيس جاك شيراك بشر بتحقيقها لما زار الجزائر في مارس 2003.وتتسم نظرة الجانبين لهذا الملف بالذات، بتباعد كبير. ففيما ترى الجزائر أن “الاشتغال على الذاكرة” يعني اعترافا صريحا من فرنسا بجرائم الفترة الاستعمارية وطلب الاعتذار على فظاعتها وصرف تعويض للضحايا، يفضل الفرنسيون التعامل معه من زاوية أخرى، بحيث يقترحون أن يفسح المجال للباحثين ودارسي تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر، لتحديد بدقة إن كان ما جرى في فترة 132 من الاستعمار يستدعي توبة فرنسا وطلب الاعتذار من الجزائر.وينطلق هذا الطرح من رؤية الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، للعلاقات الثنائية في أبعادها التاريخية، فهو يقترح بديلا براغماتيا مفاده أن مصلحة الجزائريين هي الانتفاع من الشق الاقتصادي والتجاري في سياسة فرنسا تجاه الجزائر، بدل التشبث بمسائل تعود إلى الماضي.وقد عبر ساركوزي عن هذه الرؤية بوضوح عندما خاطب الجزائريين في جامعة قسنطينة (شرق) نهاية 2007، وبحضور الرئيس بوتفليقة، حينما قال إنه ينتمي لجيل لا علاقة له بحرب التحرير، ما يعني أنه كرئيس غير مطالب بتحمل تبعات سياسة انتهجتها الدولة الفرنسية تجاه دولة أجنبية في فتر تاريخية معينة. وهذا الطرح مستمد إلى حد بعيد من قانون 23 فبراير 2005 الذي أصدره البرلمان الفرنسي، والذي اعتبر استعمار الجزائر “شيئا حضاريا وإيجابيا”.وبشأن الوضع في ليبيا، قال وزير الدفاع الفرنسي إن “تهديد الإرهاب لم يكن أبدا بالخطورة التي يشكلها حاليا”. وتحدث عن “وجود مخاطر كبرى يشكلها جهاديو الدولة الإسلامية، الذين ينظمون عبور المهاجرين باتجاه الجزيرة الإيطالية لمبيدوزا، انطلاقا من المناطق التي يسيطرون عليها في ليبيا”.ويضم “داعش” حاليا، حسب لودريان، ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل، الكثير منهم رعايا من المغرب العربي ومن مصر. وأكد عدم وجود ولا أوروبي واحد في التنظيم الإرهابي بليبيا. ويرى الوزير الفرنسي أن أفضل طريقة لمنع الجماعة الإرهابية من إحكام سيطرتها على نشاط تهريب المهاجرين إلى أوروبا، هي تفعيل “عملية صوفيا” الأوروبية التي اعتمدتها دول القارة العجوز، لمحاربة شبكات مهربي المهاجرين بالبحر الأبيض المتوسط. ولكن اشترط توسيع رقعة نشاط هذه العملية، لوضع حد لـ”داعش”.وتحفظ لودريان عن تأكيد أو نفي معلومات تناولتها الصحافة الفرنسية تتعلق بتواجد قوات فرنسية على الأرض في ليبيا. وكان رده على سؤال “لوفيغارو” بهذا الخصوص: “نجري طلعات جوية بغرض الاستطلاع.. لا يمكنني أن أقول أكثر من هذا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات